وجملة:{قالَ..}. إلخ جواب (لما) لا محل لها، و (لما) ومدخولها كلام مستأنف لا محل له، وجملة:{إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ} مؤكدة لسابقتها، وهي من مقول قطفير أيضا.
الشرح:{يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هذا} أي: يا يوسف أعرض عن هذا الأمر، فلا تذكره لأحد؛ حتى لا يشيع، وينتشر بين الناس، أو المعنى: لا تكترث به، فقد بان عذرك، وبراءتك. {وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ} أي: توبي واعتذري إلى إلهك ممّا رميت به يوسف، وهو بريء، وقيل: إن هذا من قول الشاهد، يقول للمرأة: اعتذري لزوجك ليصفح عنك. {إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخاطِئِينَ} أي: من المذنبين حيث خنت زوجك، ورميت يوسف بالتهمة، وهو بريء، وفي قوله {الْخاطِئِينَ} تغليب للذكور على النساء، وهو كثير ومستعمل في القرآن الكريم، مثل:
{وَكانَتْ مِنَ الْقانِتِينَ} هذا؛ وقد قال الجمل نقلا عن كرخي: كان العزيز قليل الغيرة، بل قال في البحر إن تربة مصر تقتضي هذا، ولهذا لا ينشأ فيها الأسد، ولو دخل فيها لا يبقى. انتهى.
وقال القرطبي: إن الله سلبه الغيرة، وكان فيه لطف بيوسف، حتى كفي بادرته، وعفا عنها. انتهى. والله أعلم بمراده، وأسرار كتابه.
الإعراب:{يُوسُفُ}: منادى مفرد علم مبني على الضم في محل نصب بأداة النداء المحذوفة. {أَعْرِضْ}: فعل أمر وفاعله مستتر فيه، تقديره:«أنت»، والجملة الفعلية مع الجملة الندائية في محل نصب مقول القول. تأمل. (استغفري): أمر مبني على حذف النون، وياء المؤنثة المخاطبة فاعله، ومفعوله محذوف؛ إذ التقدير: استغفري إلهك؛ لأن هذا الفعل قد ينصب مفعولين صريحين، وقد يتعدى للثاني بحرف الجر، كما هنا، وانظر الآية رقم [١٠٤] من سورة (يونس). {لِذَنْبِكِ}: متعلقان بالفعل قبلهما، وهما في محل نصب مفعوله الثاني، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، فهي في محل نصب مقول القول. {إِنَّكِ}: حرف مشبه بالفعل، والكاف اسمها. {كُنْتِ}: ماض ناقص مبني على السكون، والتاء اسمه. {مِنَ الْخاطِئِينَ}:
متعلقان بمحذوف خبر (كان)، وجملة:{كُنْتِ..}. إلخ في محل رفع خبر (إن) والجملة الاسمية: {إِنَّكِ..}. إلخ تعليل للأمر وهي بدورها من مقول قطفير العزيز.
الشرح:{وَقالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُراوِدُ فَتاها عَنْ نَفْسِهِ}: ما حدث ليوسف عليه السّلام مع زليخا لم يبق سرّا بل تحدثت به النساء بينهن، وكن خمسا: امرأة حاجب العزيز،