ولا يضر الفصل بين البدل، والمبدل منه بالمصدر؛ لأنه من تتمة العامل، فليس بأجنبي. انتهى.
جمل نقلا من السمين. هذا؛ و {بَعْدِ} مضاف، و {خَلْقٍ} مضاف إليه. {ثَلاثٍ:} صفة:
{ظُلُماتٍ}. وجملة:{يَخْلُقُكُمْ..}. إلخ في محل نصب حال من الفاعل المستتر بالفعلين، فهي حال متداخلة، أو هي مستأنفة مبينة لكيفية خلق ما ذكر.
{ذلِكُمُ:} اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ، واللام للبعد، والكاف حرف خطاب لا محل له. {اللهُ:} خبر أول. {رَبُّكُمْ:} خبر ثان، والكاف في محل جر بالإضافة، من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه. {اللهُ:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم. {الْمُلْكُ:} مبتدأ مؤخر، والجملة الاسمية في محل رفع خبر ثالث. {لا:} نافية للجنس تعمل عمل (إن). {إِلهَ:} اسم {لا} مبني على الفتح في محل نصب، والخبر محذوف، تقديره موجود. {إِلاّ:} حرف حصر. {هُوَ:} يجوز فيه ثلاثة أوجه: أحدها: اعتباره بدلا من اسم: {لا} على المحل؛ إذ محله الرفع على الابتداء. والثاني: اعتباره بدلا من: {لا} واسمها؛ لأنها وما بعدها في محل رفع بالابتداء. والثالث: اعتباره بدلا من الضمير المستكن في الخبر المحذوف، وهو الأولى، والأقوى، والجملة الاسمية مستأنفة، أو في محل رفع خبر للمبتدأ، والجملة الاسمية:{ذلِكُمُ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها. هذا؛ وأجاز أبو البقاء اعتبار:{رَبُّكُمْ} نعتا، أو بدلا من لفظ الجلالة، واعتبار لفظ الجلالة بدلا من:{ذلِكُمُ،} والخبر الجملة الاسمية: {لَهُ الْمُلْكُ}. والإعراب الأول هو قول السمين.
{فَأَنّى:} الفاء: حرف استئناف، أو هي الفصيحة؛ لأنها أفصحت عن شرط مقدر، التقدير:
وإذا كان ذلك حاصلا وواقعا... إلخ. (أنى): اسم استفهام مبني على السكون في محل نصب حال؛ عامله ما بعده. {تُصْرَفُونَ:} فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع... إلخ، والواو نائب فاعله، والجملة الفعلية لا محل لها على الوجهين المعتبرين في الفاء.
الشرح:{إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ} أي: إن تكفروا أيها الناس بعدما شاهدتم من آثار قدرته، وفنون نعمائه؛ فإن الله مستغن عنكم، وعن عبادتكم، كما حكى القرآن من قول موسى -عليه السّلام-لقومه:{إِنْ تَكْفُرُوا أَنْتُمْ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً فَإِنَّ اللهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ} رقم [٨] من سورة (إبراهيم) على نبينا، وعليه ألف صلاة، وألف سلام. وقال تعالى في سورة (آل عمران) رقم [٩٧]: {وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ}. وفي الحديث القدسي: «يا عبادي لو أنّ أوّلكم،