مصدري، ونصب. {يَغْفِرَ:} فعل مضارع منصوب ب: {أَنْ،} والفاعل يعود إلى (الذي) وهو العائد. {لِي:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما. {خَطِيئَتِي:} مفعول به منصوب، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم، منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة، والياء ضمير متصل في محل جر بالإضافة. {يَوْمَ:} ظرف زمان متعلق بالفعل {يَغْفِرَ} و {يَوْمَ} مضاف، و {الدِّينِ} مضاف إليه، و {أَنْ} المصدرية والفعل {يَغْفِرَ} في تأويل مصدر في محل جر بحرف جر محذوف، التقدير: أطمع بمغفرته لي خطيئتي، وجملة: {أَطْمَعُ..}. إلخ صلة الموصول لا محل لها.
{رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً وَأَلْحِقْنِي بِالصّالِحِينَ (٨٣)}
الشرح: لما ذكر إبراهيم فنون الألطاف الفائضة عليه من حضرة الحق، من مبدأ خلقه إلى يوم بعثه؛ حمله ذلك على مناجاته، ودعائه، وطلبه منه حكما، أي: كمالا في العلم، والعمل أستعد به لخلافة الحق، ورياسة الخلق، وانظر الآية رقم [٢١].
{وَأَلْحِقْنِي بِالصّالِحِينَ} أي: وفقني للكمال في العمل؛ لأنتظم به في عداد الكاملين في الصلاح، الذي لا يشوب صلاحهم كبير ذنب، ولا صغيره. هذا؛ وفسر الصالحين بالنبيين، فيكون المراد من سبقه منهم مثل: هود، وصالح، وإدريس، ونوح، وشيث، وآدم على نبينا، وعليهم جميعا ألف صلاة، وألف سلام، وانظر ما ذكرته بشأن الصالحين في الآية رقم [١٩] من سورة (النمل) تجد ما يسرك، ويثلج صدرك.
الإعراب: {رَبِّ:} منادى حذفت منه أداة النداء. {هَبْ:} فعل دعاء، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: «أنت». {لِي:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما. {حُكْماً:} مفعول به، والجملة الفعلية والندائية قبلها في محل نصب مقول القول ل: {قالَ} في الآية رقم [٧٥].
{وَأَلْحِقْنِي:} الواو: حرف عطف. (ألحقني): فعل دعاء، والفاعل: أنت، والنون للوقاية، وياء المتكلم مفعول به، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، فهي في محل نصب مقول القول مثلها. {بِالصّالِحِينَ:} متعلقان بالفعل قبلهما.
{وَاِجْعَلْ لِي لِسانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ (٨٤)}
الشرح: دعا إبراهيم ربه أن يجعل له لسان صدق؛ أي: جاها، وحسن صيت في الدنيا، يبقى أثره إلى يوم الدين، وقد حقق الله رجاءه، وأجاب دعاءه، فما من أمة من الأمم، إلا وهي تحبه، وتثني عليه خصوصا أمة محمد، وخصوصا في كلّ تشهد من تشهدات الصلوات كما هو معروف، وهذا الجاه، والثناء الحسن قد شمل ذريته من بعده، كما صرحت به الآية [٥٠] من سورة (مريم) حيث قال تعالى: {وَجَعَلْنا لَهُمْ لِسانَ صِدْقٍ عَلِيًّا}. هذا؛ وقد روى أشهب عن مالك: أنه قال: لا بأس أن يحب الرجل أن يثنى عليه صالحا، ويرى في عمل الصالحين إذا