للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واليأس من التضليل، وثالثا بالمعلوم لوقوعه في الكلامين، ولا يلزم من ذلك أن لا يموت، فلعله يموت أول اليوم، ويبعث الخلائق في تضاعيفه. وهذه المخاطبة لإبليس، وإن لم تكن بواسطة لم تدل على علو منصبه؛ لأن خطاب الله تعالى له على سبيل الإهانة، والإذلال له. والله أعلم بمراده، وأسرار كتابه.

الإعراب: {قالَ:} فعل ماض، والفاعل يعود إلى إبليس. {رَبِّ:} منادى حذف منه أداة النداء منصوب، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم المحذوفة، وانظر إعراب {يا قَوْمِ} في الآية رقم [٢٠] من سورة (يس) فهو مثله، أو إعراب {يا أَبَتِ} في الآية رقم [١٠٢] من سورة (الصافات). {فَأَنْظِرْنِي:} الفاء: هي الفصيحة، أو هي صلة زيدت لتحسين اللفظ.

(أنظرني): فعل دعاء، والنون للوقاية، وياء المتكلم مفعول به، والفاعل مستتر تقديره: «أنت»، والجملة الفعلية قل فيها ما قلته بجملة (اخرج) في الآية السابقة. {إِلى يَوْمِ:} متعلقان بما قبلهما. {يُبْعَثُونَ:} فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون، والواو نائب فاعله، والجملة الفعلية في محل جر بإضافة {يَوْمِ} إليها، والآية كلها في محل نصب مقول القول، وجملة: {قالَ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها.

{قالَ:} فعل ماض، والفاعل يعود إلى الله. {فَإِنَّكَ:} الفاء: حرف صلة زيدت لتحسين اللفظ.

(إنك): حرف مشبه بالفعل، والكاف اسمها. {مِنَ الْمُنْظَرِينَ:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر (إنّ)، والجملة الاسمية في محل نصب مقول القول. {إِلى يَوْمِ:} متعلقان بالمنظرين؛ لأنه اسم مفعول، و {يَوْمِ} مضاف، و {الْوَقْتِ} مضاف إليه. {الْمَعْلُومِ:} صفة الوقت.

{قالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (٨٢) إِلاّ عِبادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (٨٣)}

الشرح: {قالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ} أي: أقسم اللعين بعزة الله، وهي: سلطانه، وقهره.

هذا؛ وقال في سورة (الأعراف): {فَبِما أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِراطَكَ الْمُسْتَقِيمَ} قال الزمخشري:

الآيتان بمعنى واحد في أنهما إقسام، إلا أن أحدهما إقسام بصفته، والثاني إقسام بفعله، وقد فرق الفقهاء بينهما. {إِلاّ عِبادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ} أي: الذين أخلصهم الله لطاعته، وعصمهم من الضلالة. وهذا على قراءة فتح اللام. أو: الذين أخلصوا قلوبهم لله تعالى. وهذا على قراءة كسر اللام. هذا؛ وقال تعالى في سورة (الحجر) بعد هذه الآية: {قالَ هذا صِراطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ (٤١) إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ إِلاّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغاوِينَ} رقم [٤١] و [٤٢]، وانظر سورة (الأعراف) وسورة (الحجر)، إن أردت زيادة الاطلاع.

الإعراب: {قالَ:} فعل ماض، والفاعل يعود إلى {إِبْلِيسُ}. {فَبِعِزَّتِكَ:} الفاء: يقال فيها ما قيل فيما قبلها. (بعزتك): جار ومجرور متعلقان بفعل محذوف، تقديره: أقسم، والكاف

<<  <  ج: ص:  >  >>