للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نجوتم منهم. فأبوا، فلما ألح عليهم الناس؛ قصدوهم، فأصابوا غلمانا حسانا صباحا، فأخبثوا، واستحكم ذلك فيهم. قال الحسن: كانوا لا ينكحون إلا الغرباء. وقيل: استحكم ذلك فيهم؛ حتى نكح بعضهم بعضا، وقال الكلبي: إن أول من عمل عمل قوم لوط إبليس، وذلك:

أن بلادهم أخصبت، فقصدها أهل البلدان، فتمثل لهم إبليس في صورة شاب أمرد، فدعا إلى نفسه، فكان أول من نكح في دبره، فأمر الله السماء أن تحصبهم، والأرض أن تخسف بهم.

انتهى. خازن بتصرف، والله أعلم بمراده، وأسرار كتابه.

الإعراب: {إِنَّكُمْ:} حرف مشبه بالفعل، والكاف ضمير متصل في محل نصب اسمها.

هذا؛ وقد قرئ: «(أإنكم)» بهمزة الاستفهام {لَتَأْتُونَ} اللام: هي المزحلقة. تأتون: فعل، وفاعل.

{الرِّجالَ:} مفعول به. {شَهْوَةً:} مفعول لأجله، أو هو حال بمعنى مشتهين، والجملة الفعلية في محل رفع خبر (إنّ) وعلى تقدير الهمزة يكون في الكلام توبيخ آخر، وهذا أشنع مما سبق لتأكيده ب‍:

(إنّ) واللام، واسمية الجملة. هذا؛ والكلام في محل نصب مقول القول. {مِنْ دُونِ:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال من (الواو) أو من {الرِّجالَ}. {بَلْ:} حرف إضراب انتقالي من الإنكار إلى الإخبار عن حالهم التي أدت بهم إلى ارتكاب أمثالها، وهي اعتياد الإسراف في كل شيء، أو عن الإنكار عليها إلى الذم على جميع معايبهم، أو عن محذوف مثل: لا عذر لكم فيه، بل أنتم قوم عادتكم الإسراف. {أَنْتُمْ:} مبتدأ. {قَوْمٌ:} خبره. {مُسْرِفُونَ:} صفة قوم مرفوع، وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة؛ لأنه جمع مذكر سالم، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد، والجملة الاسمية من مقول لوط، عليه الصلاة والسّلام.

{وَما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ إِلاّ أَنْ قالُوا أَخْرِجُوهُمْ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُناسٌ يَتَطَهَّرُونَ (٨٢)}

الشرح: {وَما:} قال سليمان الجمل-رحمه الله تعالى-: أتى هنا بقوله: {وَما} وفي النمل والعنكبوت بقوله: {فَما} والفاء هي الأصل في هذا الباب؛ لأن المراد: أنهم لم يتأخر جوابهم عن نصيحته، وأما الواو فالتعقيب أحد محاملها، فتعين هنا أنها للتعقيب لأمر خارجي، وهو القرينة في السورتين المذكورتين، لا أنها اقتضت ذلك بوضعها. انتهى نقلا عن السمين.

{قَوْمِهِ} أي: المستكبرين منهم عن الإيمان، انظر الآية رقم [٣٢]. {قالُوا:} انظر «القول» في الآية رقم [٥]. {أَخْرِجُوهُمْ} أي: أخرجوا لوطا، ومن آمن معه. {قَرْيَتِكُمْ:} وهي سذوم بالذال بوزن رسول من قرى حمص الشام. وانظر ما ذكرته في الآية رقم [٨٠] وانظر شرح القرية في الآية رقم [٨٨]. {إِنَّهُمْ أُناسٌ يَتَطَهَّرُونَ} أي: من الفواحش، ومن أدبار الرجال، وهذا استهزاء منهم بلوط، وأتباعه. (الناس): اسم جمع لا واحد له من لفظه، كالقوم، والرهط،

<<  <  ج: ص:  >  >>