للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مكاثر بكم الأمم يوم القيامة». انتهى. قرطبي. وفسر (أرضى باليسير) بأحد شيئين: الجماع، أو النفقة، أو بهما معا.

الإعراب: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنا} انظر إعراب: {وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ} في الآية رقم [٣٢] ففيه الكفاية.

{رُسُلاً}: مفعول به. {مِنْ قَبْلِكَ}: متعلقان بمحذوف صفة {رُسُلاً} أو هما متعلقان بالفعل قبلهما، والأول أقوى، والكاف في محل جر بالإضافة. (جعلنا): ماض مبني على السكون، و (نا): فاعله. {لَهُمْ}: متعلقان بما قبلهما وهما في محل نصب مفعوله الثاني. {أَزْواجاً}: مفعول به. {وَذُرِّيَّةً}: معطوف على ما قبله، وجملة: (جعلنا...) إلخ معطوفة على ما قبلها لا محل لها مثلها. {وَما}: الواو: حرف استئناف، (ما): نافية. {كانَ}: ماض ناقص. {لِرَسُولٍ}: متعلقان بمحذوف خبر {كانَ} تقدم على اسمها، والمصدر المؤول من {أَنْ يَأْتِيَ} في محل رفع اسم {كانَ} مؤخر. {بِآيَةٍ}: متعلقان بما قبلهما. {إِلاّ}: حرف حصر. {بِإِذْنِ}: متعلقان بالفعل {يَأْتِيَ} أيضا، أو هما متعلقان بمحذوف حال مستثنى من عموم الأحوال، والأول أقوى؛ لأنه يفيد الحصر، و (إذن): مضاف، و {اللهِ}: مضاف إليه، وجملة: {(ما كانَ...)} إلخ مستأنفة لا محل لها. {لِكُلِّ}: متعلقان بمحذوف خبر مقدم، و (كل): مضاف، و {أَجَلٍ}: مضاف إليه، {كِتابٌ}: مبتدأ مؤخر، والجملة الاسمية تعليل للنفي لا محل لها من الإعراب.

{يَمْحُوا اللهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ (٣٩)}

الشرح: {يَمْحُوا اللهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ}: قال النحاس: وحدثنا بكر بن سهل، قال: حدثنا أبو صالح، عن معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس-رضي الله عنهما- يقول: يبدل الله من القرآن ما يشاء فينسخه، ويثبت ما يشاء فلا يبدله. {وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ} يقول: جملة ذلك عنده في أم الكتاب الناسخ والمنسوخ، وقيل: المعنى يمحو سيئات التائب، ويثبت الحسنات مكانها، وقيل: يمحو من كتاب الحفظة ما لا يتعلق به جزاء، ويترك غيره مثبتا، أو يثبت ما رآه وحده في صميم قلبه، وقيل: يمحو قرنا، ويثبت آخر، وقيل: يمحو الفاسدات، ويثبت الكائنات، وقال ابن عباس: يمحو الله ما يشاء ويثبت إلا أشياء: الخلق، والخلق، والأجل، والرزق، والسعادة والشقاوة، وقال ابن عمر-رضي الله عنهما-: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «يمحو الله ما يشاء ويثبت إلاّ السعادة والشقاوة والموت».

بعد هذا أذكر: أنه يوجد قضاء معلق، وقضاء مبرم، فالمحو يكون في القضاء المعلق، والمبرم لا يكون فيه محو، والقضاء المعلق هو الذي يطلع الله عليه الملائكة، ويقول لهم: إن فعل فلان كذا، أو كذا من أعمال البر، والخير، فرزقه كذا، وإذا لم يفعل؛ فرزقه كذا، وفلان عمره أربعون سنة مثلا، فإن وصل رحمه وعمل كذا وكذا من أعمال البر والخير؛ فزيدوه إلى

<<  <  ج: ص:  >  >>