للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالحشر، فيقول: أيتها العظام البالية، والأوصال المتقطعة، واللحوم المتمزقة، والشعور المتفرقة، إن الله يأمركن أن تجتمعن لفصل القضاء! {مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ:} وهو صخرة بيت المقدس، قيل: إنها أقرب الأرض إلى السماء بثمانية عشر ميلا. وقيل: هي في وسط الأرض.

والله أعلم بمراده، وأسرار كتابه.

الإعراب: {وَاسْتَمِعْ:} الواو: حرف عطف. (استمع): فعل أمر، وفاعله: أنت، والمفعول محذوف، انظر الشرح. و {يَوْمَ} متعلق بما قبله. وقيل: تقدير الكلام استمع ما أقول لك، فعلى هذا يكون {يَوْمَ يُنادِ} متعلقا ب‍: «يخرجون» مقدرا مدلولا عليه بقوله: {ذلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ} وقيل:

معنى (استمع): انتظر، وعليه ف‍: {يَوْمَ} مفعول به له. {يُنادِ:} مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الياء. {الْمُنادِ:} فاعله مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الياء، والجملة الفعلية في محل جر بإضافة {يَوْمَ} إليها. {مِنْ مَكانٍ:} متعلقان بالفعل قبلهما. {قَرِيبٍ:} صفة:

{مَكانٍ}.

{يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ (٤٢)}

الشرح: {يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ} أي: صيحة البعث، وهي الصيحة الثانية، وأما الصيحة الأولى فهي لإماتة الخلق، كما قال تعالى في سورة (الزمر) رقم [٦٨]: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّماواتِ..}. إلخ. {ذلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ} أي: من القبور. ولا تنس: أنّ الواو عائدة إلى غير مذكور.

الإعراب: {يَوْمَ:} بدل من: {يَوْمَ يُنادِ}. {يَسْمَعُونَ:} مضارع، والواو فاعله. {الصَّيْحَةَ:}

مفعول به، والجملة الفعلية في محل جر بإضافة: {يَوْمَ} إليها. {بِالْحَقِّ:} متعلقان بمحذوف حال من واو الجماعة، أو من: {الصَّيْحَةَ،} التقدير: ملتبسين بالحق، أو ملتبسة بالحق.

{ذلِكَ:} مبتدأ، واللام للبعد، والكاف حرف خطاب، لا محلّ له. {يَوْمَ:} خبر المبتدأ، و {يَوْمَ} مضاف، و {الْخُرُوجِ} مضاف إليه، والجملة الاسمية مستأنفة، لا محلّ لها.

{إِنّا نَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَإِلَيْنَا الْمَصِيرُ (٤٣)}

الشرح: {إِنّا نَحْنُ نُحْيِي} أي: الخلق في الدنيا بالتوالد، والتناسل. {وَنُمِيتُ:} الخلق عند انقضاء الاجال، فهو كقوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ}. {وَإِلَيْنَا الْمَصِيرُ} أي:

مصير الخلائق، فنجازي كلا بعمله، إن خيرا؛ فخير، وإن شرّا؛ فشرّ. وقيل: هو على التقديم، والتأخير، تقديره: نميت في الدنيا، ونحيي للحساب، والجزاء. ولا تنس الطباق بين {نُحْيِي} و (نميت) وحذف المفعول في الفعلين للاختصار.

<<  <  ج: ص:  >  >>