هذا؛ وقيل: الجواب محذوف دل عليه ما قبله، وجملة: {فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ} مستأنفة، ولا وجه له. {فَيَطْمَعَ:} الفاء: للسببية. (يطمع): فعل مضارع منصوب ب: «أن» مضمرة وجوبا بعد الفاء السببية. {الَّذِي:} اسم موصول، مبني على السكون في محل رفع فاعل. {فِي قَلْبِهِ:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم، والهاء ضمير متصل في محل جر بالإضافة. {مَرَضٌ:}
مبتدأ مؤخر، والجملة الاسمية صلة الموصول، لا محل لها. هذا؛ وإن اعتبرت الجار والمجرور متعلقين بمحذوف صلة الموصول؛ ف: {مَرَضٌ} يكون فاعلا بمتعلق الجار والمجرور، التقدير:
الذي استقر في قلبه مرض، و «أن» المضمرة، والفعل المضارع في تأويل مصدر معطوف بالفاء على مصدر متصيد من الفعل السابق، التقدير: فلا يكن منكن خضوع بالقول، فطمع واقع من الذي في قلبه مرض. هذا؛ ويقرأ الفعل بكسر العين على اعتباره معطوفا بالجزم على المجزوم ب: (لا) الناهية، و (إن) ومدخولها كلام مستأنف لا محل له. {وَقُلْنَ:} الواو: حرف عطف.
(قلن): فعل أمر مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة التي هي فاعله، والجملة الفعلية معطوفة على جملة جواب الشرط. {قَوْلاً:} مفعول مطلق. {مَعْرُوفاً:} صفة {قَوْلاً}.
{وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجاهِلِيَّةِ الْأُولى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكاةَ وَأَطِعْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (٣٣)}
الشرح: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ:} يقرأ بكسر القاف، وفتحها، أما الأولى فتحتمل وجهين:
أحدهما: أن يكون من الوقار، تقول: وقر، يقر، وقارا؛ أي: سكن، والأمر: قر، وللنساء:
قرن، مثل: عدن. والثاني: وهو قول المبرد أن يكون من القرار، تقول: قررت بالمكان، أقرّ.
والأصل: أقررن بكسر الراء الأولى، فحذفت الراء الأولى تخفيفا؛ ونقلوا حركتها إلى القاف، واستغني عن ألف الوصل لتحرك القاف. وأما على قراءة الفعل بفتح القاف، يقال: قررت في المكان: إذا أقمت فيه أقرّ من باب: حمد، يحمد، والأصل اقررن بفتح الراء الأولى، فحذفت لثقل التضعيف، وألقيت حركتها على القاف، فتقول: قرن.
{وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجاهِلِيَّةِ الْأُولى} أي: القديمة، والأصل: ولا تتبرجن، فحذفت إحدى التاءين، والتبرج: التبختر في المشي، أو إظهار الزينة، والتقدير: ولا تبرجن تبرجا مثل تبرج النساء في الجاهلية الأولى، وهي: الزمان الذي ولد فيه إبراهيم عليه السّلام، أو ما بين آدم، ونوح عليهما السّلام، أو زمن داود، وسليمان. والجاهلية الأخرى: ما بين عيسى، ومحمد، عليهما الصلاة والسّلام. أو الجاهلية الأولى: جاهلية الكفر قبل الإسلام. والجاهلية الأخرى:
جاهلية الفسوق، والفجور في الإسلام. ويعضده قول النبي صلّى الله عليه وسلّم لأبي الدرداء-رضي الله عنه-