المسلمة الكاملة إذا عرفت من صوتها اللّين والنعومة أن تضع في فمها إصبعها، أو غيرها ليخرج صوتها خشنا جافا. {فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ} أي: ريبة، وفجور، وفسوق. {وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً} أي: يوجبه الدين، والإسلام عند الحاجة إليه ببيان من غير لين، وتخنث.
هذا؛ و (نساء) اسم جمع لا واحد له من لفظه لأن مفرده: امرأة، وجمعها في القلة: نسوة، وفي الكثرة: نساء، وتجمع أيضا على نسوان، ونسون، ونسنين، وهذه الجموع كلها مأخوذة من النسيان الذي رأيته في الآية رقم [١٤] من سورة (السجدة) فهي مطبوعة عليه، إما إهمالا، وإما كذبا، ويقال لكل واحد من هذه الجموع: اسم جمع، لا واحد له من لفظه. أما المرأة فهي مأخوذة من: المرء، وهو الرجل، فلذا سميت بذلك، والأم الأولى حواء سميت بذلك؛ لأنها مأخوذة من: حي، وهو آدم، على نبينا، وعليهما ألف صلاة، وألف سلام.
{لَسْتُنَّ:} حذفت عينه لالتقاء الساكنين: الياء، والسين؛ إذ أصله: ليس بكسر الياء، ثم سكنت الياء للتخفيف، ولم تقلب ألفا على القياس؛ لأن التخفيف بالتسكين في الجامد أسهل من القلب، فلما اتصل بضمير رفع متحرك؛ سكنت العين، فالتقى ساكنان: الياء، والسين، فحذفت الياء لالتقاء الساكنين، فصار:{لَسْتُنَّ،} وانظر شرح (القول) في الآية رقم [٨٥] من سورة (النمل)، وشرح {أَحَدٍ} في الآية رقم [٢٨] من سورة (العنكبوت).
{اِتَّقَيْتُنَّ:} ماض من: «التقوى» وهي حفظ النفس من العذاب الأخروي بامتثال أوامر الله، واجتناب نواهيه؛ لأن أصل المادة من الوقاية، وهي: الحفظ، والتحرز من المهالك في الدنيا والآخرة، وانظر ما وصف الله به المتقين في أول سورة (البقرة). وأصل: اتقى «اوتقى» قلبت الواو تاء، وأدغمت التاء في التاء، مثل: اتصل، أصله:«اوتصل» ... إلخ.
الإعراب:(يا): أداة نداء تنوب مناب: أدعو. (نساء): منادى، وهو مضاف، و {النَّبِيِّ} مضاف إليه. {لَسْتُنَّ:} فعل ماض ناقص مبني على السكون، والتاء ضمير متصل في محل رفع اسمها، والنون حرف دال على جماعة الإناث. {كَأَحَدٍ:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر: (ليس)، وإن اعتبرت الكاف اسما، فهي الخبر، وتكون مضافة، و (أحد) مضاف إليه. {مِنَ النِّساءِ:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف صفة: (أحد)، وجملة:{لَسْتُنَّ..}. إلخ لا محل لها؛ لأنها ابتدائية كالجملة الندائية قبلها. {إِنِ:} حرف شرط جازم. {اِتَّقَيْتُنَّ:} فعل ماض مبني على السكون في محل جزم فعل الشرط، والتاء فاعله، والنون حرف دال على جماعة الإناث، ومفعوله محذوف، انظر تقديره في الشرح، والجملة الفعلية لا محل لها؛ لأنها ابتدائية، ويقال:
لأنها جملة شرط غير ظرفي. {فَلا:} الفاء: واقعة في جواب الشرط. (لا): ناهية جازمة.
{تَخْضَعْنَ:} فعل مضارع مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة، التي هي فاعله، وهو في محل جزم ب (لا) الناهية. {بِالْقَوْلِ:} متعلقان به، والجملة الفعلية في محل جزم جواب الشرط.