للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سورة (المنافقون). {إِلاّ:} حرف حصر. {لِيَعْبُدُوا:} فعل مضارع منصوب ب‍: «أن» مضمرة بعد لام التعليل، وعلامة نصبه حذف النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة، والواو فاعله، والألف للتفريق، و «أن» المضمرة بعد لام التعليل والفعل المضارع في تأويل مصدر في محل جر باللام، والجار، والمجرور متعلقان بالفعل {أُمِرُوا} وهما في محل نصب مفعوله الثاني. هذا؛ ويجوز اعتبار اللام صلة، والمصدر المؤول في محل نصب مفعول به ثان محلا، وفي محل جر لفظا باللام، وهناك قول ثالث: أن اللام بمعنى: «أن» الناصبة، وأنها ناصبة للفعل بنفسها. قال الفراء: العرب تجعل لام كي في موضع «أن» في (أراد، وأمر). وإليه ذهب الكسائي أيضا.

هذا؛ ومثل هذه الآية قوله تعالى في سورة (النساء) رقم [٢٦]: {يُرِيدُ اللهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ،} والآية رقم [٧١] من سورة (الأنعام): {وَأُمِرْنا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعالَمِينَ} والآية رقم [٨] من سورة (الصف):

{يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ اللهِ بِأَفْواهِهِمْ،} وأيضا الآية رقم [٣٣] من سورة (الأحزاب). ومثل ذلك كله قول كثير عزة-وهو الشاهد رقم [٣٩٤] من كتابنا: «فتح القريب المجيب» -: [الطويل]

أريد لأنسى ذكرها فكأنّما... تمثّل لي ليلى بكلّ سبيل

{اللهَ:} منصوب على التعظيم. {مُخْلِصِينَ:} حال من واو الجماعة منصوب، وعلامة نصبه الياء... إلخ، وفاعله مستتر فيه. {اللهَ:} جار ومجرور متعلقان به. {الدِّينَ:} مفعول به ل‍: {مُخْلِصِينَ}. {حُنَفاءَ:} حال ثانية، أو حال من الضمير المستتر ب‍: {مُخْلِصِينَ} فهي حال متداخلة. {وَيُقِيمُوا} و {وَيُؤْتُوا:} معطوفان على (يعبدوا) منصوبان مثله. {الصَّلاةَ} و {الزَّكاةَ:}

مفعول بهما. {وَذلِكَ:} الواو: حرف استئناف. (ذلك): اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ، واللام للبعد، والكاف حرف خطاب لا محل له. {الدِّينَ:} خبره، وهو مضاف، و {الْقَيِّمَةِ:} مضاف إليه، وهناك صفة محذوفة، التقدير: دين الملة القيمة، والجملة الاسمية مستأنفة، لا محل لها. وقيل: في محل نصب حال. ولا وجه له.

{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نارِ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها أُولئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ (٦)}

الشرح: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا..}. إلخ: هذا شروع في بيان مقر الأشقياء، وجزاء السعداء، وحكم على الكفار من الفريقين بأمرين: الخلود في النار، وكونهم شرّ البرية، وبدأ بأهل الكتاب؛ لأنهم كانوا يطعنون في نبوة النبي صلّى الله عليه وسلّم، فجنايتهم أعظم؛ لأنهم أنكروه مع العلم به في كتبهم، و {شَرُّ الْبَرِيَّةِ} ظاهره العموم. وقيل: شر البرية الذين عاصروا الرسول صلّى الله عليه وسلّم؛ إذ لا يبعد أن يكون في كفار الأمم من هو شر من هؤلاء، كفرعون، وعاقر ناقة صالح، على نبينا، وعليه ألف صلاة، وألف سلام. انتهى. جمل.

<<  <  ج: ص:  >  >>