(ما): نافية. {ضَرَبُوهُ:} فعل، وفاعل، ومفعوله، والجملة الفعلية مستأنفة، لا محلّ لها.
{إِلاّ:} حرف حصر. {جَدَلاً:} مفعول لأجله. وقيل: هو مصدر في موضع الحال؛ أي:
مجادلين. {بَلْ:} حرف عطف. {هُمْ:} مبتدأ. {قَوْمٌ:} خبر المبتدأ، والجملة الاسمية معطوفة على ما قبلها، لا محلّ لها مثلها. {خَصِمُونَ:} صفة: {قَوْمٌ} مرفوع، وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة لأنّه جمع مذكر سالم، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد.
الشرح أي: ما عيسى إلاّ عبد أنعم الله عليه بالنبوة، وجعله مثلا لبني إسرائيل؛ أي: آية، وعبرة يستدل بها على قدرة الله تعالى، فإن عيسى-على نبينا، وعليه ألف صلاة، وألف سلام- خلق من غير أب، ثم أيده الله بإحياء الموتى، وإبراء الأكمه، والأبرص، والأسقام كلها ما لم يجعل لغيره في زمانه، مع أن بني إسرائيل كانوا يومئذ خير الخلق، وأحبهم إلى الله عزّ وجل، والناس دونهم، ليس أحد عند الله عزّ وجل مثلهم. وقد برع الناس في الطب في عهده، ولكنهم لم يقدروا على مثل ما أيده الله به.
هذا؛ وخذ حياة عيسى-على نبينا، وعليه ألف صلاة، وألف سلام-فإنه لما بلغ من العمر ثمانية أيام حملته أمه إلى الهيكل فختن، وسمته: يسوع-يعني عيسى-كما أمرها جبريل حين بشّرها به. والختان من سنن الأنبياء، وهو من الفطرة، وهو شريعة سائر الأنبياء والمرسلين من عهد إبراهيم، على نبينا، وحبيبنا، وعليه ألف صلاة، وألف سلام، وقد جاء في إنجيل برنابا ما يدلّ على ختان عيسى، فلما تمت الأيام الثمانية حسب شريعة الرب، كما هو مكتوب في كتاب موسى؛ أخذا الطفل، واحتملاه إلى الهيكل؛ ليختناه، فختنا الطفل، وسمياه: يسوع، كما تسمّى من الملاك قبل أن حبل به في الرحم.
ونشأ عيسى عليه السّلام في كنف أمه بعيدين عن بيت لحم في ربوة مرتفعة، ذات استقرار، وأمن، وماء معين، كما قال تعالى في سورة (المؤمنون) رقم [٥٠]: {وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْناهُما إِلى رَبْوَةٍ ذاتِ قَرارٍ وَمَعِينٍ}. انتهى. «النبوة والأنبياء» للصابوني. هذا؛ والضمير في:
«أخذا» وما بعده أرى أنه يعود إلى مريم، ويوسف النجار، الذي لزمها منذ ظهر حملها كما ذكر ذلك الصابوني نفسه.
هذا؛ و {إِسْرائِيلَ} هو نبي الله يعقوب، ومعناه بالعبرانية: صفوة الله، أو عبد الله، ف:«إسرا» هو العبد، أو الصفوة، و «إيل» هو الله، ويعقوب بن إسحاق بن إبراهيم، على نبينا، وعليهم جميعا ألف صلاة، وألف سلام، وقد ولد يعقوب في حياة جده إبراهيم، وهو النافلة؛ التي امتنّ الله بها على إبراهيم بقوله:{وَوَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ نافِلَةً} رقم [٧٢] من سورة