للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عطف. الكاف: حرف جر. (ذا): اسم إشارة مبني على السكون في محل جر بالكاف، واللام للبعد، والكاف حرف خطاب لا محل له، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف صفة لمفعول مطلق محذوف عامله ما بعده، التقدير: ألقى السامري ما معه من الحلي إلقاء كائنا مثل إلقائنا حلينا، والكلام كله معطوف على ما قبله، والآية بكاملها في محل نصب مقول القول، وجملة:

{قالُوا ما أَخْلَفْنا..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها. تأمل، وتدبر، وربك أعلم، وأجل، وأكرم، وصلّى الله على سيدنا محمد، وعلى آله، وصحبه، وسلم.

{فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلاً جَسَداً لَهُ خُوارٌ فَقالُوا هذا إِلهُكُمْ وَإِلهُ مُوسى فَنَسِيَ (٨٨)}

الشرح: {فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلاً جَسَداً} أي: من تلك الحلي المذابة. {لَهُ خُوارٌ} أي: صوت كصوت البقر، وقرئ: «(جؤار)» وهو بمعنى: الأول، واختلفوا: هل كان الجسد حيا من لحم ودم، أم هو تمثال من ذهب قولان: أحدهما لم يكن من لحم ودم؛ لأنه لا يجوز إظهار خرق العادة على يد ضال، بل صور السامري صورة على شكل عجل، وجعل فيه منافذ ومخاريق بحيث إذا دخل الهواء فيها صوت كصوت العجل، الثاني: أنه صار حيا، وهو قول الحسن، وقتادة، والسدي. أقول: وهذا أقرب إلى الصواب؛ لأنه لو بقي جمادا لم يكن فيه خرق للعادة، وكان العجل إذا خار؛ سجدوا له.

{فَقالُوا هذا إِلهُكُمْ..}. إلخ: أي: قال السامري، ومن افتتن بالعجل أول ما رأوه. وقيل:

عكفوا عليه، وأحبوه حبا لم يحبوا شيئا قط مثله. {فَنَسِيَ} أي: قال السامري: إن موسى نسي إلهه، وتركه هنا، وذهب يطلبه. هذا؛ وقد روي: أن موسى عليه السّلام لما رأى العجل المصنوع من ذهب قال: يا رب هذا السامريّ أخرج لهم عجلا جسدا له خوار من حليهم، فمن جعل الجسد والخوار؟ قال الله تبارك وتعالى: أنا. قال موسى-على نبينا وعليه ألف ألف صلاة، وألف ألف سلام-: وعزّتك، وجلالك، وارتفاعك، وعلوّك، وسلطانك ما أضلّهم غيرك! قال: صدقت يا حكيم الحكماء! وانظر شرح {جَسَداً} في الآية [٨] من سورة (الأنبياء).

الإعراب: {فَأَخْرَجَ:} الفاء: حرف استئناف. (أخرج): ماض، والفاعل يعود إلى (السامري). {لَهُمْ:} متعلقان بالفعل قبلهما. {عِجْلاً:} مفعول به، {جَسَداً:} صفة؛ أي:

عجلا مجسدا، وقول الجمل: هو حال من {عِجْلاً} غير واضح إلا أن يكون قد صار علما بالغلبة، وهو غير مسلم، واعتباره بدلا جيد. {لَهُ:} متعلقان بمحذوف خبر مقدم. {خُوارٌ:}

مبتدأ مؤخر، والجملة الاسمية في محل نصب صفة ثانية، أو في محل نصب حال من {عِجْلاً} بعد وصفه بما تقدم، وجملة: {فَأَخْرَجَ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها. وقيل: معطوفة على جملة: {وَأَضَلَّهُمُ..}. إلخ وهو ضعيف جدا. {فَقالُوا:} ماض، وفاعله، والألف للتفريق.

{هذا:} اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ، والهاء حرف تنبيه لا محل له.

<<  <  ج: ص:  >  >>