للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مجرور مثله، وعلامة جره كسرة مقدرة على الألف للتعذر، وجملة: {وَلا تَعاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ} معطوفة على ما قبلها، لا محلّ لها أيضا، وأصل الفعل: لا تتعاونوا، فحذفت تاء المضارعة.

{وَاتَّقُوا:} فعل أمر مبني على حذف النون، والواو فاعله. {اللهِ:} منصوب على التعظيم، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، لا محلّ لها أيضا. {أَنْ:} حرف مشبّه بالفعل. {اللهِ:}

اسمها. {شَدِيدُ:} خبرها، وهو مضاف، و {الْعِقابِ:} مضاف إليه من إضافة الصفة المشبهة لفاعلها؛ إذ الأصل: شديد عقابه، والجملة الاسمية تعليل للأمر، لا محلّ لها.

{حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَما أُهِلَّ لِغَيْرِ اللهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَما أَكَلَ السَّبُعُ إِلاّ ما ذَكَّيْتُمْ وَما ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلامِ ذلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلا تَخْشَوْهُمْ وَاِخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً فَمَنِ اُضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٣)}

الشرح: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَما أُهِلَّ لِغَيْرِ اللهِ بِهِ:} انظر الآية رقم [١٧٣] من سورة (البقرة) ففيها الكفاية؛ حيث تجد ما يسرك، ويثلج صدرك.

(المنخنقة): هي الدّابة الّتي ماتت خنقا بسبب حبل في رقبتها، أو حبس الهواء عنها، ونحو ذلك. (الموقوذة): هي الدابّة الّتي تموت بضرب حجر، أو عصا، ونحو ذلك. ولا يلتفت لقول من يقول: إنّها المريضة، ويسمّونها المنقوذة. (المتردية): هي التي وقعت من مكان عال في بئر، أو غيره، فماتت. (النطيحة): هي التي نطحتها دابة أخرى، فماتت، وهي اسم مفعول بمعنى منطوحة، ويخطئ من يفسرها ب‍: منكوحة، وهو يريد الأنثى من البقر، والغنم، والماعز، فلذا يحرّم أكل لحم الأنثى ممّا ذكر، مع أنّ كتب اللغة لا توافق على تفسيرها بما ذكر، والقرآن عربيّ. وإنّما لم تحذف التاء من الأسماء المذكورة مع أنّها بمعنى المفعول؛ لأنّها صفات لموصوف محذوف، وهو الشّاة، كأنّه تعالى قال: حرمت عليكم الشّاة المنخنقة... إلخ.

{وَما أَكَلَ السَّبُعُ إِلاّ ما ذَكَّيْتُمْ:} قال قتادة-رحمه الله تعالى-: كان أهل الجاهلية إذا جرح السّبع شيئا، فقتله، أو أكل منه؛ أكلوا ما بقي منه، فحرّمه الله تعالى. و {السَّبُعُ} يقع على كل حيوان له ناب، ويعدو على النّاس، والدّواب، فيغرس بنابه، كالأسد، والذئب، والنّمر، والفهد، ونحوه.

وفي الآية محذوف، تقديره: وما أكل السبع منه؛ لأنّ ما أكله السّبع؛ فقد فقد، فلا حكم له.

ومعنى {إِلاّ ما ذَكَّيْتُمْ:} إلا ما أدركتموه؛ وقد بقيت فيه حياة مستقرّة من هذه الأشياء المذكورة جميعها، وهذا قول عليّ، وابن عباس، والحسن، وقتادة-رضي الله عنهم أجمعين-،

<<  <  ج: ص:  >  >>