للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالفعل: {أَنْزَلْناهُ}. {آياتِهِ:} مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الكسرة نيابة عن الفتحة؛ لأنه جمع مؤنث سالم. {وَلِيَتَذَكَّرَ:} إعرابه مثل سابقه، وبعد التأويل فالجار والمجرور معطوفان على ما قبلهما. {أُولُوا:} فاعله مرفوع وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة؛ لأنه ملحق بجمع المذكر السالم، وحذفت النون للإضافة، و {أُولُوا} مضاف، و {الْأَلْبابِ} مضاف إليه.

{وَوَهَبْنا لِداوُدَ سُلَيْمانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوّابٌ (٣٠)}

الشرح: {وَوَهَبْنا لِداوُدَ سُلَيْمانَ:} ابنه. قال الجمل: أي: من المرأة التي أخذها من أوريا، ولم يقل به غيره. وقد خصه الله بالذكر مع كونه كان له أولاد كثيرون؛ لأنه كان تحته مئة امرأة حرائر ما عدا السراري؛ لأنه هو الذي ورث النبوة، كما قال تعالى في سورة (النمل) رقم [١٦]:

{وَوَرِثَ سُلَيْمانُ داوُدَ..}. إلخ، وانظر ما ذكرته في الآية رقم [١٠٠] من سورة (الصافات) بشأن لفظ الهبة. {نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوّابٌ} أي: نعم العبد سليمان، فإنه كان كثير الرجوع إلى الله بالتوبة والإنابة، وفيه ثناء على سليمان كبير.

الإعراب: {وَوَهَبْنا:} الواو: حرف عطف. (وهبنا): فعل، وفاعل. {لِداوُدَ:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما، وعلامة الجر الفتحة نيابة عن الكسرة؛ لأنه ممنوع من الصرف للعلمية، والعجمة. {سُلَيْمانَ:} مفعول به، وجملة: {وَوَهَبْنا..}. إلخ معطوفة على ما قبلها، لا محل لها أيضا. {نِعْمَ:} فعل ماض جامد لإنشاء المدح. {الْعَبْدُ:} فاعله، والمخصوص بالمدح محذوف، التقدير: هو {سُلَيْمانَ،} والجملة الفعلية مستأنفة، ولا يجوز اعتبارها حالا؛ لأنها إنشائية، وبعضهم يجيز اعتبارها حالا من: {سُلَيْمانَ}. {إِنَّهُ:} (إنّ): حرف مشبه بالفعل، والهاء اسمها. {أَوّابٌ:} خبرها، والجملة الاسمية تعليل للمدح، لا محل لها.

{إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصّافِناتُ الْجِيادُ (٣١)}

الشرح: {إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ:} على سليمان. {بِالْعَشِيِّ:} هو الوقت مساء. وقال الأزهري:

(العشي) ما بين زوال الشمس، وغروبها، وانظر ما ذكرته في الآية رقم [١٨] من سورة (الروم).

{الصَّافّاتِ:} فيه وجهان: أحدهما: أن صفونها قيامها. قال القتبي، والفراء: الصافن في كلام العرب: الواقف من الخيل، أو غيرها. ومنه ما روي عن النبي صلّى الله عليه وسلّم أنه قال: «من سرّه أن يقوم له الرّجال صفونا، فليتبوّأ مقعده من النّار». أي: يديمون له القيام. حكاه قطرب أيضا، وأنشد قول النابغة: [الطويل]

لنا قبّة مضروبة بفنائها... عتاق المهارى والجياد الصّوافن

<<  <  ج: ص:  >  >>