للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أقول: ومن هذا ما في الآية رقم [٢٧] من سورة (آل عمران)، وما في الآية رقم [٩٥] من سورة (الأنعام) حيث استعمل المشدد فيهما لفاقد الحياة والروح، كما هو واضح فيهما. هذا؛ ولا تنس: أن أصل ميت المشدد (ميوت)؛ لأنه من: مات يموت، فقل في إعلاله: اجتمعت الياء والواو: وسبقت إحداهما بالسكون، فقلبت الواو ياء، وأدغمت الياء في الياء، وقل مثله في إعلال سيّد، وهيّن، وصيّب، ونحو ذلك، وانظر شرح (كاد) في الآية رقم [١١٧] من سورة (التوبة) أو الآية رقم [٧٣] من سورة (الإسراء)، والله ولي التوفيق.

الإعراب: {يَتَجَرَّعُهُ:} مضارع، والفاعل يعود إلى «الجبار العنيد» والهاء مفعول به، والجملة الفعلية في محل جر صفة {ماءٍ،} أو هي في محل نصب حال من نائب فاعل {(يُسْقى)،} أو هي مستأنفة، لا محل لها. {وَلا:} الواو: حرف عطف. (لا): نافية. {يَكادُ:} مضارع ناقص، واسمه يعود إلى الجبار، وجملة: {يُسِيغُهُ} في محل نصب خبره، وجملة: {وَلا يَكادُ يُسِيغُهُ:} معطوفة على ما قبلها على جميع الوجوه المعتبرة فيها. (يأتيه): مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الياء للثقل، والهاء مفعول به. {الْمَوْتُ:} فاعل. {مِنْ كُلِّ:} متعلقان بالفعل قبلهما، أو هما متعلقان بمحذوف حال من {الْمَوْتُ،} و {كُلِّ:}

مضاف، و {مَكانٍ:} مضاف إليه، وجملة: {(يَأْتِيهِ...)} إلخ معطوفة على ما قبلها. {وَما:}

الواو: واو الحال. (ما): نافية حجازية تعمل عمل ليس. {هُوَ:} ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع اسمها. {بِمَيِّتٍ} الباء: حرف جر صلة. (ميت): خبر ما منصوب، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على آخره، منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد، وإن اعتبرت (ما) مهملة؛ فالباء تكون زائدة في خبر المبتدأ، وعلى الاعتبارين فالجملة اسمية، وهي في محل نصب حال من الضمير المنصوب، والرابط: الواو، والضمير، {وَمِنْ وَرائِهِ:}

متعلقان بمحذوف خبر مقدم، والهاء في محل جر بالإضافة. {عَذابٌ:} مبتدأ مؤخر. {غَلِيظٌ:}

صفة، والجملة الاسمية معطوفة على ما قبلها، فهي في محل نصب حال مثلها، أو هي مستأنفة، لا محل لها. تأمل، وتدبر.

{مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمالُهُمْ كَرَمادٍ اِشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عاصِفٍ لا يَقْدِرُونَ مِمّا كَسَبُوا عَلى شَيْءٍ ذلِكَ هُوَ الضَّلالُ الْبَعِيدُ (١٨)}

الشرح: {مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ} أي: صفة الذين كفروا بربهم التي هي مثل في الغرابة، ووقوع المثل بمعنى: الصفة موجود في قوله تعالى: {ذلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْراةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ} وأنكر أبو علي الفارسي وقوع المثل بمعنى: الصفة، وقال: معناه الشبه، ألا تراه يجري مجراه في مواضعه، ومتصرفاته، كقولك: مررت برجل مثلك، كما تقول: مررت برجل شبهك،

<<  <  ج: ص:  >  >>