للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

منفصل مبني على السكون في محلّ رفع مبتدأ. {عَلَيْها:} جار ومجرور متعلقان بما بعدهما.

{قُعُودٌ:} خبر المبتدأ، والجملة الاسمية في محل جر بإضافة {إِذْ} إليها.

{وَهُمْ:} الواو: حرف عطف. (هم): مبتدأ. {عَلى ما:} متعلقان ب‍: {شُهُودٌ} بعدهما، و {ما} تحتمل الموصولة، والموصوفة، والمصدرية، فعلى الأولين مبنية على السكون في محل جر ب‍: {عَلى}. {يَفْعَلُونَ:} فعل مضارع مرفوع، والواو فاعله، والجملة الفعلية صلة {ما} أو صفتها، والعائد، أو الرابط محذوف، التقدير: على الذي، أو على شيء يفعلونه، وعلى اعتبارها مصدرية تؤول مع ما بعدها بمصدر في محل جر، التقدير: على فعلهم. {بِالْمُؤْمِنِينَ:}

متعلقان بالفعل قبلهما. وقيل: متعلقان بمحذوف حال من واو الجماعة. {شُهُودٌ:} خبر المبتدأ، والجملة الاسمية: {وَهُمْ..}. إلخ معطوفة على ما قبلها، فهي في محل جر مثلها.

{وَما نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلاّ أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (٨) الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (٩)}

الشرح: {وَما نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلاّ أَنْ يُؤْمِنُوا:} قال ابن عباس-رضي الله عنهما-: ما كرهوا منهم. بمعنى: ما عاب الملك، وأشياعه الذين عاونوه من الذين حرقهم-وهم المؤمنون-إلا الإيمان بالله وحده، وهذا لا يستوجب التحريق، فهذا استثناء صفة مدح من صفة ذم منفية. ومنه قول النابغة الذبياني في مدح الغسانيين: [الطويل]

ولا عيب فيهم غير أنّ سيوفهم... بهنّ فلول من قراع الكتائب

هذا ما يسمى في فن البديع تأكيد المدح بما يشبه الذم، ومنه قول قيس بن الرقيات: [المنسرح]

ما نقموا من بني أميّة إلاّ... أنّهم يحلمون إن غضبوا

ومنه قوله تعالى في سورة (التوبة) رقم [٧٤]: {وَما نَقَمُوا إِلاّ أَنْ أَغْناهُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ} وقوله تعالى في سورة (الأعراف) رقم [١٢٦]: {وَما تَنْقِمُ مِنّا إِلاّ أَنْ آمَنّا بِآياتِ رَبِّنا لَمّا جاءَتْنا} وقوله جل ذكره في سورة (المائدة) رقم [٥٩]: {قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ هَلْ تَنْقِمُونَ مِنّا إِلاّ أَنْ آمَنّا بِاللهِ} هذا؛ والفعل نقم يأتي من باب ضرب، تقول: نقم ينقم، ويأتي من باب: فهم، تقول:

نقم ينقم لغتان، والأولى هي الفصحى. {الْعَزِيزِ:} القوي الغالب؛ الذي لا يغلب، {الْحَمِيدِ:}

المحمود بكل لسان، الممجد في كل مكان على كل حال، وهو مستحق للحمد في ذاته، تحمده الملائكة، وتنطق بحمده ذرات المخلوقات.

{الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ:} وما فيهما من عبيد، ومال، وخلق، وأفلاك وكواكب في السماء، وما على ظهر الأرض من جبال، وأنهار، وبحار... إلخ فكل ذلك هو ملك لله تعالى،

<<  <  ج: ص:  >  >>