متعلقان بمحذوف صفة لمصدر محذوف، التقدير: وإن تتولوا توليا مثل توليكم الأول. وهذا ليس مذهب سيبويه. وانظر الاية رقم [٣٥] من سورة (الأحقاف). {مِنْ قَبْلُ:} متعلقان بالفعل قبلهما. {يُعَذِّبْكُمْ:} مضارع جواب الشرط، والفاعل يعود إلى (الله)، والكاف مفعول به.
{عَذاباً:} مفعول مطلق. {أَلِيماً:} صفة له، وباقي الإعراب واضح إن شاء الله تعالى، و (إن) ومدخولها معطوف على ما قبله.
الشرح: نزلت هذه الاية حين نزلت الأولى، وقال أهل الزمانة، والأعذار: كيف حالنا يا رسول الله؟! والمعنى: ليس على هؤلاء إثم، ومؤاخذة في التخلف عن الجهاد؛ لأنهم لا يقدرون على الكرّ والفرّ، فالأعمى لا يمكنه الإقدام على العدو، والطلب، ولا يمكنه الاحتراز منه، والهرب، وكذلك الأعرج، والمريض. وفي معنى الأعرج الزمن المقعد، والأقطع. وفي معنى المريض صاحب السعال الشديد، والطحال الكبير، والذين لا يقدرون على الكرّ والفرّ.
فهذه أعذار مانعة من الجهاد ظاهرة، ومن وراء ذلك أعذار أخر دون ما ذكر، وهي: الفقر الذي لا يمكّن صاحبه أن يستصحب معه ما يحتاجه إليه من مصالح الجهاد، والأشغال التي تعوق عن الجهاد، كتمريض المريض الذي ليس له من يقوم مقامه عليه ونحو ذلك. وإنما قدّم الأعمى على الأعرج؛ لأنّ عذر الأعمى مستمر، لا يمكن الانتفاع به في حرس، ولا غيره، بخلاف الأعرج؛ لأنه يمكن الانتفاع به في الحراسة، ونحوها، وقدّم الأعرج على المريض؛ لأنّ عذره أشد من عذر المريض لإمكان زوال المرض عن قريب. انتهى. خازن. هذا؛ وهذه الأعذار تعفي من الجندية في هذه الأيام.
{وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ} أي: في أمر الجهاد، وغيره. {يُدْخِلْهُ جَنّاتٍ..}. إلخ أي: يعرض عن الطاعة، ويستمر على الكفر، والنفاق. {يُعَذِّبْهُ عَذاباً أَلِيماً:} وهذا يكون في الاخرة يوم لا ينفع مال ولا بنون، إلاّ من أتى الله بقلب سليم. هذا؛ وانظر ما ذكرته في الاية رقم [٦١] من سورة (النور) بشأن أصحاب هذه الأعذار.
الإعراب:{لَيْسَ:} فعل ماض ناقص. {عَلَى الْأَعْمى:} متعلقان بمحذوف خبر: {لَيْسَ} مقدم، وعلامة الجر كسرة مقدرة على الألف للتعذر. {حَرَجٌ:} اسم: {لَيْسَ} مؤخر، والجملة الفعلية مستأنفة، لا محلّ لها. {وَلا:} الواو: حرف عطف. (لا): صلة لتأكيد النفي، ولا يجوز إعمالها إعمال:{لَيْسَ} لأنها تكررت. {عَلَى الْأَعْرَجِ:} معطوفان على ما قبلهما.
{حَرَجٌ:} معطوف على مثله، والعامل في الأولين، والمعطوفين عليهما عامل واحد، وهو: