للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأرى ما يلي: يحوز اعتبار {ماذا} اسم استفهام مبتدأ، خبره الجملة الفعلية بعده، كما يجوز اعتبار (ما) مبتدأ، و (ذا) اسما موصولا خبره، والجملة الفعلية صلتها، والرابط، أو العائد محذوف، التقدير: أجبتم به. والجملة سواء أكانت اسمية أم فعلية في محل نصب مقول القول، وجملة: (يقول...) إلخ معطوفة على ما قبلها، فهي في محل جر مثلها، {أُجِبْتُمْ:} ماض مبني للمجهول مبني على السكون، والتاء نائب فاعله، وانظر إعراب {حَلَلْتُمْ} في الآية رقم [٣] {قالُوا... :} فعل وفاعل، والألف للتفريق، وانظر إعراب: {آمَنُوا} في الآية رقم [١]. {لا:}

نافية للجنس. {عِلْمَ:} اسم: {لا} مبني على الفتح في محل نصب. {لَنا:} متعلقان بمحذوف خبر: {لا،} وهذا على لغة الحجازيين الذين يجيزون ذكر خبر لا، فأما على لغة بني تميم الذين يوجبون حذفه، فالجار والمجرور متعلقان بمحذوف صفة {عِلْمَ،} كما يجوز تعليقهما ب‍: {عِلْمَ} لأنه مصدر، وعليهما فخبر: {لا} محذوف، تقديره: موجود، أو حاصل، وجملة: {لا عِلْمَ لَنا} في محل نصب مقول القول، وجملة: {قالُوا..}. إلخ مستأنفة لا محل لها. {إِنَّكَ:} حرف مشبه بالفعل، والكاف: اسمها. {أَنْتَ:} فيه ثلاثة أوجه: الأول: أن يكون توكيدا لاسم (إنّ) على المحل، والثاني: أن يكون ضمير فصل لا محل له من الإعراب، وعلى هذين الوجهين ف‍: {عِلْمَ} خبر (إنّ)، والثالث: أن يكون مبتدأ، و {عِلْمَ} خبره، والجملة الاسمية في محل رفع خبر (إنّ)، والجملة الاسمية: {إِنَّكَ..}. إلخ تعليل للنفي لا محل لها، وهي من مقول {الرُّسُلَ،} و {عِلْمَ:} مضاف، و {الْغُيُوبِ:} مضاف إليه من إضافة مبالغة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله ضمير مستتر فيه.

{إِذْ قالَ اللهُ يا عِيسَى اِبْنَ مَرْيَمَ اُذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلى والِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيها فَتَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرائِيلَ عَنْكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هذا إِلاّ سِحْرٌ مُبِينٌ (١١٠)}

الشرح: {قالَ:} انظر الآية رقم [٢/ ٢٦] ورقم [٧/ ٤] {اللهُ:} انظر الاستعاذة والآية رقم [٨/ ١] {يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ:} انظر الآية رقم [٤٦] و [٣/ ٤٥] {أَيَّدْتُكَ:} قويتك. {بِرُوحِ الْقُدُسِ:}

هو جبريل عليه السّلام فكان يسير معه حيث سار، يعينه على الحوادث التي تقع، ويلهمه المعارف والعلوم، وانظر ما ذكرته في الآية رقم [٨٧] (البقرة). {تُكَلِّمُ:} انظر: «الكلام» في

<<  <  ج: ص:  >  >>