الآية رقم [٢/ ٧٥] فإنه جيد. {النّاسَ:} انظر الآية رقم [٣٢]. {فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً:} انظر الآية رقم [٣/ ٤٦] ففيها الكفاية. {الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ:} انظر الآية رقم [٣/ ٤٨] وأيضا الآية رقم [٤٩]. {تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيها فَتَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتى بِإِذْنِي:} لا أتكلم على هذه الكلمات بأكثر مما ذكرته في الآية رقم [٣/ ٤٩]{كَفَفْتُ:} رددت، ومنعت عنك. {بَنِي إِسْرائِيلَ:} المراد: اليهود الذين أرادوا قتله، وانظر الآية رقم [٣٣]. {جِئْتَهُمْ:} انظر (جاء) في الآية رقم [١٥](البيّنات):
المعجزات، والبراهين القاطعة. {كَفَرُوا:} انظر الآية رقم [٣٦]. {سِحْرٌ:} أي الذي جئت به سحر، وقرئ: «(ساحر)» فيكون المراد عيسى نفسه. {مُبِينٌ:} ظاهر، واضح، وانظر إعلاله في الآية رقم [١٥] وانظر السحر في الآية رقم [١٠٢] من سورة (البقرة).
تنبيه: قال السمين: قال تعالى هنا: {بِإِذْنِي} أربع مرات عقيب أربع جمل، وفي (آل عمران): {بِإِذْنِ اللهِ} مرتين؛ لأن هناك موضع إخبار، فناسب الإيجاز، وهنا مقام تذكير بالنعمة، والامتنان، فناسب الإسهاب. انتهى.
تنبيه: الآية الكريمة، والتي قبلها، وما بعدها إلى آخر السورة تنص على محاورة بين الله، ورسله يوم القيامة، وهو مستقبل لا ريب فيه، ومضمونه توبيخ الأقوام التي خالفت أوامر الله تعالى، وأوامر رسلهم الذين أرسلوا إليهم وخاصة النصارى كما هو واضح للعيان، والتعبير بالأفعال الماضية بدل الأفعال المستقبلة إنما هو لتحقق وقوع ما يذكر، وهذا التعبير مستعمل في القرآن الكريم بكثرة مثل قوله تعالى:{أَتى أَمْرُ اللهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ} وأمر الله المراد به الحشر والنشر... إلخ، وهذا الاستعمال إنما هو فن من فنون البلاغة. ألا فلينتبه العالمون.
تنبيه: تذكير الله عيسى بإنعامه عليه وعلى أمه في ذلك اليوم العظيم لا يقصد منه تكليف شكره، والقيام بواجبه؛ إذ ليس هناك تكليف، وإنما المراد توبيخ الكفارة المختلفين في شأنه وشأن أمه إفراطا وتفريطا. انتهى جمل نقلا من أبي السعود، وهو بتصرف كبير مني.
الإعراب:{إِذْ:} بدل من: {يَوْمَ يَجْمَعُ} في الآية السابقة، أو هو منصوب بفعل محذوف، التقدير: اذكر إذ، وهو مبني على السكون في محل نصب، وهي بمعنى إذا التي هي للمستقبل، وجملة:{قالَ اللهُ} في محل جر بإضافة: {إِذْ} إليها. (يا): أداة نداء تنوب مناب أدعو.
{عِيسَى:} منادى مفرد علم، و {اِبْنَ} صفة له، وقد نصب؛ لأنه مضاف، وهذه قاعدة كلية مفيدة، وذلك: أن المنادى المفرد المعرفة الظاهر الضمة إذا وصف بابن، أو ابنة، ووقع الابن، والابنة بين علمين، أو اسمين متفقين في اللفظ، ولم يفصل بين الابن وبين موصوفه بشيء تثبت له أحكام، منها: أنه يجوز إتباع المنادى المضموم لحركة نون ابن، فيفتح، نحو يا زيد بن عمرو، ويا هند ابنة بكر بفتح الدال من: زيد، وهند، وضمها، فلو كانت الضمة مقدرة مثل ما نحن فيه،