للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفاء: واقعة في جواب (أما). (هم): ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. {فِي رَوْضَةٍ:} جار ومجرور متعلقان بالفعل بعدهما. {يُحْبَرُونَ:} فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون... إلخ، والواو نائب فاعله، والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ، والجملة الاسمية: (هم...) إلخ في محل رفع خبر المبتدأ الأول، والجملة الاسمية: {فَأَمَّا الَّذِينَ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها.

{وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا وَلِقاءِ الْآخِرَةِ فَأُولئِكَ فِي الْعَذابِ مُحْضَرُونَ (١٦)}

الشرح: {وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا:} بالله، وبرسوله، وبكتابه. {وَكَذَّبُوا بِآياتِنا:} آيات القرآن، أو بالمعجزات التي أيد بها رسوله. {وَلِقاءِ الْآخِرَةِ:} البعث، والحساب، والجزاء يوم القيامة.

{فَأُولئِكَ فِي الْعَذابِ مُحْضَرُونَ:} مقيمون، لا يغيبون عنه، ولا يخفف عنهم منه شيء. قال تعالى: {وَما هُمْ بِخارِجِينَ مِنْها} وقال: {لا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ}.

تنبيه: لما ذكر الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات، وما أعد لهم من النعيم المقيم، والخير العميم؛ ذكر الذين كفروا، وما أعد لهم من العذاب المقيم، والعقاب الشديد، وتلك سنة الله في كتابه العظيم؛ حيث اقتضت حكمته تعالى، ورحمته، فلا يذكر التصديق من المؤمنين؛ إلا ويذكر التكذيب من الكافرين، ولا يذكر الإيمان إلا ويذكر الكفر، ولا يذكر الجنة؛ إلا ويذكر النار، ولا يذكر الرحمة؛ إلا ويذكر الغضب، والسخط؛ ليكون المؤمن راغبا راهبا، راجيا خائفا.

والمراد ب‍: {(عَمِلُوا الصّالِحاتِ)} الأعمال الصالحات على اختلافها، وتفاوت درجاتها، ومراتبها.

الإعراب: {وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا} انظر الآية السابقة؛ فالإعراب مثله. {وَلِقاءِ:}

الواو: حرف عطف. (لقاء): معطوف على (آياتنا)، و (لقاء) مضاف، و {الْآخِرَةِ} مضاف إليه، من إضافة المصدر لمفعوله، وفاعله محذوف، التقدير: ولقائهم الآخرة. {فَأُولئِكَ:} الفاء:

واقعة في جواب (أما). (أولئك): اسم إشارة مبني على الكسر في محل رفع مبتدأ. {فِي الْعَذابِ:} جار ومجرور متعلقان بما بعدهما. {مُحْضَرُونَ:} خبر المبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه الواو... إلخ، والجملة الاسمية: (أولئك...) إلخ في محل رفع خبر المبتدأ، والجملة الاسمية: {وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا..}. إلخ معطوفة على ما قبلها، لا محل لها مثلها.

{فَسُبْحانَ اللهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ (١٧) وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ (١٨)}

الشرح: قال البيضاوي-رحمه الله تعالى-: الكلام إخبار في معنى الأمر بتنزيه الله تعالى، والثناء عليه في هذه الأوقات؛ التي تظهر فيها قدرته، وتتجدد فيها نعمته. أو دلالة على أن ما

<<  <  ج: ص:  >  >>