للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{فَأَثابَهُمُ اللهُ بِما قالُوا جَنّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَذلِكَ جَزاءُ الْمُحْسِنِينَ (٨٥)}

الشرح: {فَأَثابَهُمُ اللهُ..}. إلخ: فجزاهم. {اللهُ} بقولهم المذكور فيما تقدم. {جَنّاتٍ..}.

إلخ، وإنما منحهم الله ذلك بمجرد القول؛ لأنه قد سبق وصفهم بما يدل على إخلاصهم فيما قالوا.

وهو المعرفة، والبكاء المؤذنان بحقيقة الإخلاص، واستكانة القلب؛ لأن القول إذا اقترن بالمعرفة؛ فهو الإيمان الحقيقي الموعود عليه بالثواب. {اللهُ:} انظر الاستعاذة. {قالُوا:} انظر القول في الآية رقم [٢٦] (البقرة). {جَنّاتٍ:} جمع جنة، وهي البستان من النخل، والشجر الكثير المتكاثف الذي يجن، أي: يستر ما يكون متداخلا فيه، وسميت دار الثواب جنة؛ لما فيها من النعيم الذي لا ينفد. وجمع الجنة على: {جَنّاتٍ} يدل على {جَنّاتٍ} كثيرة مرتبة مراتب بحسب أعمال العاملين، لكل طبقة منهم جنة من تلك الجنان. {مِنْ تَحْتِهَا} أي: من تحت قصورها، وأشجارها.

{الْأَنْهارُ:} جمع نهر، وهو معروف في الدنيا، ولكن شتان ما بين (أنهار) الجنة و (أنهار) الدنيا، هذا؛ ويجمع النهر على: أنهر، ونهر، ونهور، وهاء النهر تسكن، وتفتح. {خالِدِينَ فِيها:} مقيمين أبدا، لا يموتون، ولا يخرجون. {وَذلِكَ:} إشارة إلى ال‍ {جَزاءُ} والثواب المذكور.

{الْمُحْسِنِينَ:} الذين أحسنوا النظر، والقول، والعمل، أو الذين اعتادوا الإحسان في جميع الأمور. وانظر الآية رقم [١٤] وانظر (يجزون) في الآية [١٢٠] من سورة (الأنعام).

الإعراب: (أثابهم): ماض، والهاء مفعول به. {اللهُ:} فاعله. {بِما:} متعلقان بالفعل قبلهما، و (ما) تحتمل الموصوفة، والموصولة، والمصدرية، وجملة: {قالُوا} صفة (ما)، أو صلتها على الاعتبارين الأولين، والرابط أو العائد محذوف، التقدير: الذي، أو شيء، قالوه، وعلى اعتبارها مصدرية تؤول مع الفعل بعدها بمصدر في محل جر بالباء، التقدير: بقولهم.

{جَنّاتٍ:} مفعول به ثان منصوب، وعلامة نصبه الكسرة نيابة عن الفتحة لأنه جمع مؤنث سالم.

وجملة: {تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ} في محل نصب صفة: {جَنّاتٍ}. {خالِدِينَ:} حال من واو الجماعة منصوب، وعلامة نصبه الياء... إلخ.. {فِيها:} متعلقان ب‍ {خالِدِينَ،} والجملة الفعلية: (أثابهم...) إلخ مستأنفة، لا محل لها. (ذلك): مبتدأ، واللام للبعد، والكاف حرف خطاب لا محل له. {جَزاءُ:} خبر المبتدأ مرفوع، وهو مضاف، و {الْمُحْسِنِينَ:} مضاف إليه مجرور... إلخ، والجملة الاسمية: (ذلك...) إلخ مستأنفة لا محل لها.

{وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَحِيمِ (٨٦)}

الشرح: {كَفَرُوا:} انظر الآية رقم [٣٩]. {وَكَذَّبُوا بِآياتِنا:} (كذبوا بآيات) الله التي أنزلها على نبيه، فقد عطف سبحانه التكذيب بآياته على الكفر، وهو ضرب منه؛ لأن القصد بيان حال

<<  <  ج: ص:  >  >>