للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الكسائي نصبه على الحال، ولم أجد قراءة بالنصب، وهذا كله من الآية رقم [٢] من سورة (الأنبياء). وجملة: {وَما يَأْتِيهِمْ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها. {إِلاّ:} حرف حصر. {كانُوا:}

فعل ماض ناقص مبني على الضم، والواو اسمه، والألف للتفريق. {عَنْهُ:} جار ومجرور متعلقان بما بعدهما. {مُعْرِضِينَ:} خبر (كان) منصوب، وعلامة نصبه الياء... إلخ، وجملة:

{كانُوا..}. إلخ في محل نصب حال مستثنى من عموم الأحوال، أو في محل نصب حال من الضمير المنصوب، أو في محل نصب حال من الفاعل الموصوف بما ذكر، و «قد» قبلها مقدرة، والرابط: الضمير المجرور محلا ب‍: (عن).

{فَقَدْ كَذَّبُوا فَسَيَأْتِيهِمْ أَنْبؤُا ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ (٦)}

الشرح: {فَقَدْ كَذَّبُوا} أي: النبي صلّى الله عليه وسلّم، حيث لم يؤمنوا بالذكر الذي جاءهم به؛ حيث أعرضوا عنه، وأمعنوا في تكذيبه، حيث أدى بهم إلى الاستهزاء المخبر به عنهم ضمنا بما يلي.

هذا؛ وفي الآية رقم [٥] من سورة (الأنعام): {فَقَدْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمّا جاءَهُمْ} وفسرت الحق هناك بالقرآن المنزل من عند الله على قلب محمد صلّى الله عليه وسلّم. {فَسَيَأْتِيهِمْ أَنْبؤُا..}. إلخ: أي سيظهر لهم عاقبة استهزائهم عند نزول العذاب بهم يوم القيامة، أو حين يعلو شأن الإسلام، وتنزل بهم الذلة، والمهانة، وقد حقق الله وعده، ونصر عبده، وأعزّ جنده حين هزموا في وقعة بدر الكبرى، ثم تم ذلك يوم فتح مكة حين وقفوا بين يدي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم صاغرين ذليلين حقيرين ينتظرون ما يفعل بهم من قتل، أو نفي، أو استرقاق، ففي الآية الكريمة وعيد، وتهديد، وإنذار بأنهم سيعلمون ما يحل بهم من ذلة، وصغار؛ إن لم يؤمنوا، والله أعلم بمراده، وأسرار كتابه.

الإعراب: {فَقَدْ:} الفاء: حرف استئناف، وقيل: هي الفصيحة كأنه قيل: إذا أردت أن تعرف ماذا كان موقفهم من الذكر حين أعرضوا عنه، وصرفوا عن التأمل فيه، فقد كذبوا، وفيه من الضعف ما لا يخفى. (قد): حرف تحقيق يقرب الماضي من الحال. {كَذَّبُوا:} فعل ماض، والواو فاعله، والألف للتفريق، والمفعول به محذوف مع المتعلق انظر الشرح، والجملة الفعلية مستأنفة، لا محل لها. {فَسَيَأْتِيهِمْ:} الفاء: حرف عطف. السين: حرف استقبال. (يأتيهم):

فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الياء للثقل، والهاء ضمير متصل في محل نصب مفعول به. {أَنْبؤُا:} فاعل. {ما:} تحتمل الموصولة، والموصوفة، والمصدرية ضعيفة هنا، فعلى الأولين مبنية على السكون في محل جر بإضافة {أَنْبؤُا} إليها. {كانُوا:} فعل ماض ناقص مبني على الضم، والواو اسمه، والألف للتفريق. {بِهِ:} جار ومجرور متعلقان بالفعل بعدهما. {يَسْتَهْزِؤُنَ:} فعل مضارع، وفاعله، والجملة الفعلية في محل نصب خبر (كان)، وجملة: {كانُوا بِهِ..}. إلخ صلة (ما) أو صفتها، والعائد، أو الرابط: الضمير المجرور محلا

<<  <  ج: ص:  >  >>