والمصدرية، فعلى الأولين مبنية على السكون في محل رفع مبتدأ مؤخر، والجملة الفعلية بعدها صلتها، أو صفتها، والعائد أو الرابط: محذوف، التقدير: وباطل الذي، أو شيء كانوا يعملونه، وعلى الثالث تؤول (ما) مع الفعل بعدها بمصدر في محل رفع مبتدأ مؤخر، التقدير:
وباطل عملهم، وعليه فالجملة اسمية، وهي معطوفة على {ما} قبلها، لا محل لها مثلها، هذا، وأجيز اعتبار:(باطل) معطوفا على خبر المبتدأ عطف مفرد على مفرد، و {ما} على جميع الوجوه المعتبرة فيها فاعل ب (باطل)، ويرجح هذا ما قرأ به زيد بن علي {(وَبَطَلَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ)} جعله فعلا ماضيا معطوفا على (حبط). انتهى. جمل نقلا عن السمين.
هذا؛ وقرئ: «(وباطلا ما كانوا يعملون)». ف (باطلا): مفعول به مقدم، و {ما}: زائدة، والتقدير: وكانوا يعملون باطلا، وهذه الجملة معطوفة على جملة (حبط...) إلخ لا محل لها مثلها، وأجيز اعتبار (باطلا) مفعولا مطلقا لفعل محذوف، التقدير: وبطل باطلا، والأصل بطل بطلانا.
أقول: وأولى من ذلك اعتباره حالا معطوفا على جملة (حبط...) إلخ بعد تقدير (قد) قبلها، واعتبار الجملة حالا من {الَّذِينَ،} ومثل الآية الكريمة (ولا خارجا) في قول الفرزدق: [الطويل]
على حلفة لا أشتم الدهر مسلما... ولا خارجا من فيّ زور كلام
وهو الشاهد رقم [٧٥٥] من كتابنا: «فتح القريب المجيب»، وعلى اعتبار الحالية، والمصدرية في (باطلا) تكون {ما} على جميع الوجوه المعتبرة: موصولة، أو موصوفة أو مصدرية فاعلا ب (باطلا). تأمل، وتدبر.
الشرح:{أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ}: لما ذكر الله سبحانه وتعالى في الآية المتقدمة الذين يريدون بأعمالهم الحياة الدنيا، وزينتها. ذكر في هذه الآية من كان يريد بعمله وجه الله تعالى والآخرة، فقال سبحانه وتعالى:{أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ} أي: كمن يريد الحياة الدنيا وزينتها، وليس لهم في الآخرة إلا النار، انتهى، خازن، والجواب: لا يستويان، وقد صرح بهذين المحذوفين في قوله تعالى:{أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ}. {وَيَتْلُوهُ}