للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

و (نا): مفعول به. {بِها:} متعلقان بما قبلهما، و «أن» المضمرة والمضارع في تأويل مصدر في محل جر باللام، والجار والمجرور متعلقان ب‍ {آيَةٍ،} أو بمحذوف صفة لها. {فَما:} الفاء:

واقعة في جواب الشرط. (ما): نافية حجازية تعمل عمل ليس. {نَحْنُ:} اسم (ما). {لَكَ:}

متعلقان بما بعدهما. {بِمُؤْمِنِينَ:} الباء: حرف جر زائد. (مؤمنين): خبر (ما) مجرور لفظا، منصوب محلاّ، وجملة: {فَما نَحْنُ..}. إلخ في محل جزم جواب الشرط، وخبر المبتدأ الذي هو: {مَهْما} مختلف فيه، فقيل: جملة فعل الشرط. وقيل: جملة الجواب. وقيل: الجملتان.

وهو المرجح لدى المعاصرين.

{فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمُ الطُّوفانَ وَالْجَرادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفادِعَ وَالدَّمَ آياتٍ مُفَصَّلاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكانُوا قَوْماً مُجْرِمِينَ (١٣٣)}

الشرح: {فَأَرْسَلْنا:} انظر (نا) في الآية رقم [٧]. {الطُّوفانَ:} ما طاف بهم، وغشي أماكنهم، وحروثهم من مطر، أو سيل وقيل: هو الجدري. وقيل: الموتان. وقيل: الطاعون، ومدلول اللفظ بخلاف ذلك. {وَالْجَرادَ:} معروف، واحدته جرادة، تقع للذكر، والأنثى، ولا يفرق بينهما، إلا أن تقول: رأيت جرادة ذكرا، أو أنثى. {وَالْقُمَّلَ:} هي أفراخ الجراد قبل نبات أجنحتها، أو البراغيث، أو كبار القردان وقيل: غير ذلك وهو يقرأ بالتشديد والتخفيف مع فتح القاف وسكون الميم. وقيل: هو القمل المعروف في الثياب وغيرها، {وَالضَّفادِعَ:} جمع ضفدع بكسر الضاد والدال: دابة مائية معروفة، والواحدة ضفدعة، وناس يقولون بفتح الدال، وأنكره الخليل. {وَالدَّمَ:} قلبت مياههم دما. وقيل: هو الرعاف. {آياتٍ مُفَصَّلاتٍ:} معجزات مبينات ظاهرات، لا يشكل على عاقل أنها من آيات الله، أو مفرقات بين كل آيتين شهر. {فَاسْتَكْبَرُوا:}

عن الإيمان بموسى. {قَوْماً:} انظر الآية رقم [٣٢]. {مُجْرِمِينَ:} كافرين معاندين.

تنبيه: روي: أنهم مطروا ثمانية أيام في ظلمة شديدة، لا يقدر أحد أن يخرج من بيته، ودخل الماء بيوتهم؛ حتى قاموا في الماء إلى تراقيهم، وكانت بيوت بني إسرائيل مشتبكة ببيوتهم، فلم يدخل فيها قطرة، وركد الماء فوق أراضيهم، فمنعهم من الحرث، والتصرف فيها، ودام ذلك أسبوعا، فقالوا لموسى: ادع لنا ربك يكشف عنا ما نحن فيه، ونحن نؤمن بك.

فدعا، فكشف عنهم، ونبت لهم من الزرع، والكلأ ما لم يعهد مثله. فقالوا: ما كان هذا الماء إلا نعمة علينا، فلم يؤمنوا، فبعث الله عليهم الجراد، فأكلت زروعهم، وثمارهم، ثم أخذت تأكل الأبواب، والسقوف، والثياب، ففزعوا إلى موسى ثانيا، فدعا، وخرج إلى الصحراء، وأشار بعصاه نحو المشرق، والمغرب، فرجعت إلى النواحي التي جاءت منها. فلم يؤمنوا، فسلط الله عليهم القمل، فأكل ما أبقاه الجراد، وكان يقع في أطعمتهم، ويدخل بين أثوابهم،

<<  <  ج: ص:  >  >>