مبني على حذف النون، والواو فاعله، والنون للوقاية، وياء المتكلم ضمير متصل في محل نصب مفعول به، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، وهذا يرجح اعتبار (أن) تفسيرية، ليصح عطف الإنشاء على مثله. {مُسْلِمِينَ:} حال من واو الجماعة منصوب، وعلامة نصبه الياء... إلخ.
{قالَتْ يا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي ما كُنْتُ قاطِعَةً أَمْراً حَتّى تَشْهَدُونِ (٣٢)}
الشرح:{قالَتْ يا أَيُّهَا الْمَلَأُ..}. إلخ: أجيبوني في أمري، واذكروا ما تستصوبونه فيه، وهذا حسن أدب مع قومها، ومشاورتهم في أمرها، وبينت أن ذلك شأنها، وعادتها في كل ما يعرض لها من معضلات الأمور. هذا؛ والفتوى: الجواب في الحادثة، اشتقت على طريق الاستعارة من الفتاء في السن، والمراد هنا بالفتوى: الإشارة عليها بما عندهم من الرأي. وقصدها بالرجوع إلى استشارتهم تطييب أنفسهم، وكذلك لتختبر عزمهم على مقاومة عدوهم، وإمضائهم على الطاعة لها، لعلمها بأنهم إذا لم يبذلوا أنفسهم، وأموالهم دونها لم يكن لها طاقة على مقاومة عدوها، وإن لم يجتمع أمرهم، كان ذلك عونا لعدوهم عليهم، أما مشاورتهم، واجتماع رأيهم وانقيادهم لطاعتها؛ فهو عون لها على عدوهم، وكذلك ينبغي أن يكون ولاة الأمور في كل زمان ومكان.
الإعراب:{قالَتْ يا أَيُّهَا الْمَلَأُ:} انظر الآية رقم [٢٩] ففيها الكفاية. {أَفْتُونِي:} فعل أمر مبني على حذف النون، والواو فاعله، والنون للوقاية، وياء المتكلم في محل نصب مفعول به. {فِي أَمْرِي:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما، وعلامة الجر كسرة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم، منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة، والياء ضمير متصل في محل جر بالإضافة. {ما:} نافية. {كُنْتُ:} فعل ماض ناقص مبني على السكون، والتاء اسمه.
{قاطِعَةً:} خبر (كان) وفاعله مستتر تقديره: «أنا». {أَمْراً:} مفعول به ل: {قاطِعَةً؛} لأنه اسم فاعل. {حَتّى:} حرف غاية وجر بعدها: «أن» مضمرة. {تَشْهَدُونِ:} فعل مضارع منصوب ب:
«أن» المضمرة بعد {حَتّى،} وعلامة نصبه حذف النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة، والواو فاعله، والنون للوقاية، وياء المتكلم المحذوفة المدلول عليها بكسرة النون في محل نصب مفعول به، و «أن» المضمرة والفعل المضارع في تأويل مصدر في محل جر ب: {حَتّى،} والجار والمجرور متعلقان ب: {قاطِعَةً،} وجملة: {ما كُنْتُ..}. إلخ تعليل للأمر، لا محل لها، والكلام {يا أَيُّهَا..}. إلخ في محل نصب مقول القول، وجملة:{قالَتْ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها.
الشرح:{قالُوا} أي: الملأ مجيبين لها، {نَحْنُ أُولُوا قُوَّةٍ:} في الحرب، والقتال. {وَأُولُوا بَأْسٍ شَدِيدٍ:} في الطعان، والنزال. قال ابن عباس-رضي الله عنهما-: كان من قوة أحدهم: أنه يركض