الحال، (هم): ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. {ظالِمُونَ:} خبر المبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة؛ لأنه جمع مذكر سالم، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد، والجملة الاسمية: {وَهُمْ ظالِمُونَ:} في محل نصب حال من الضمير المنصوب، والرابط: الواو، والضمير.
{فَأَنْجَيْناهُ وَأَصْحابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْناها آيَةً لِلْعالَمِينَ (١٥)}
الشرح: وجه مناسبة ذكر نوح، وإبراهيم-على نبينا، وعليهما ألف صلاة، وألف سلام- بعد ما تقدم من الآيات هو: أن الله تعالى لما بين التكليف، وذكر أقسام المكلفين، ووعد المؤمن الصادق الثواب العظيم، ووعد المنافق العذاب الأليم؛ ذكر: أن هذا التكليف ليس مختصا بالنبي صلّى الله عليه وسلّم، وأصحابه، وأمته حتى صعب عليهم ذلك، بل من قبله كان كذلك، كنوح، وإبراهيم وغيرهما. انتهى. جمل نقلا عن الرازي، وقد تصرفت فيه.
{فَأَنْجَيْناهُ} أي: أنجينا نوحا من أذى قومه، ومن الغرق بالطوفان الذي غرقوا فيه، و {وَأَصْحابَ السَّفِينَةِ} أي: أنجيناهم مع نوح، وكثيرا جاء التعبير عن السفينة بالفلك، وكانوا ثمانية وسبعين من بني آدم، نصفهم ذكور، ونصفهم إناث، كما حمل في السفينة ذكرا وأنثى من جميع أصناف المخلوقات، وهو فحوى قوله تعالى في سورة (هود) رقم [٤٠]: {قُلْنَا احْمِلْ فِيها مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلاّ مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ}. {وَجَعَلْناها:} الضمير يعود إلى السفينة، أو للعقوبة التي أهلكوا فيها، أو للنجاة الحاصلة بسبب السفينة. {آيَةً لِلْعالَمِينَ} أي:
علامة على قدرة الله القاهرة، وقوته الباهرة. هذا؛ وانظر صنع السفينة مفصلا في سورة (هود).
هذا؛ وأصحاب جمع: صاحب، وهو هنا بمعنى الراكب فيها، ويكون بمعنى المالك، كقولك: صاحب الدار. أي: مالكها. هذا؛ والصاحب يكون بمعنى الصديق، والزوج.
وصاحب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم هو كل من جالسه في حياته، ولو ساعة بشرط أن يكون مسلما موحدا، ويجمع على: أصحاب، وصحب، وصحاب، وصحابة، وصحبة، وصحبان، ثم يجمع أصحاب على: أصاحيب أيضا، ثم يخفف، فيقال: أصاحب.
الإعراب: {فَأَنْجَيْناهُ:} الفاء: حرف عطف. (أنجيناه): فعل، وفاعل، ومفعول به، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، لا محل لها مثلها. {وَأَصْحابَ:} الواو: حرف عطف.
(أصحاب): معطوف على الضمير المنصوب، و (أصحاب) مضاف، و {السَّفِينَةِ} مضاف إليه.
{وَجَعَلْناها:} الواو: حرف عطف. (جعلناها): فعل، وفاعل، ومفعول به أول. {آيَةً:}
مفعول به ثان. {لِلْعالَمِينَ:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف صفة: {آيَةً،} والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، لا محل لها أيضا.