للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإعراب: {وَلَقَدْ:} الواو: حرف قسم وجر، والمقسم به محذوف، تقديره: والله. والجار والمجرور متعلقان بفعل محذوف، تقديره: أقسم، اللام: واقعة في جواب القسم المحذوف.

(قد): حرف تحقيق يقرب الماضي من الحال. {أَرْسَلْنا:} فعل، وفاعل. {نُوحاً:} مفعول به.

{إِلى قَوْمِهِ:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما. أو هما متعلقان بمحذوف حال من:

{نُوحاً،} والهاء ضمير متصل في محل جر بالإضافة، والجملة الفعلية: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنا..}. إلخ:

جواب القسم المحذوف، والقسم وجوابه كلام مستأنف، لا محل له. هذا؛ وبعضهم يعتبر الواو عاطفة، وبعضهم يعتبرها حرف استئناف، ويعتبر أن الجملة الآتية جواب لقسم محذوف.

ولا أسلمه أبدا؛ لأنه على هذا يكون قد حذف واو القسم والمقسم به، ويصير التقدير: وو الله أقسم، أو: وأقسم والله. اللام: واقعة في جواب القسم المحذوف، وبعضهم يقول: اللام موطئة للقسم، والموطئة معناها: المؤذنة. وهذه اللام إنما تدخل على «إن» الشرطية؛ لتدل على القسم المقدم على الشرط، وتكون الجملة الآتية جوابا للقسم المدلول عليه باللام، والمتقدم على الشرط حكما، كما في قوله تعالى: {لَئِنْ أُخْرِجُوا لا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ..}. إلخ الآية رقم [١٢] من سورة (الحشر). افهم هذا؛ واحفظه فإنه جيد بعون الله تعالى. فإن قيل: ما ذكرته من إعراب يؤدي إلى حذف المقسم به وبقاء حرف القسم. والجواب: أنه قد حذف المقسم به حذفا مطردا في أوائل السور مثل قوله تعالى: {وَالضُّحى،} {وَالسَّماءِ وَالطّارِقِ} فإن التقدير: وربّ السماء... إلخ، بدليل التصريح به في قوله تعالى: {فَوَ رَبِّ السَّماءِ وَالْأَرْضِ..}. إلخ الآية رقم [٢٣] من سورة (الذاريات) وحذف المقسم به ظاهر بقوله تعالى: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلاّ وارِدُها} الآية رقم [٧١] من سورة (مريم) وأظهر منه في قوله تعالى: {وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ} الآية رقم [٧٣] من سورة (المائدة) فالواو في الآيتين حرف قسم وجر، والمقسم به محذوف بلا ريب.

{فَلَبِثَ:} الفاء: حرف عطف. (لبث): فعل ماض، والفاعل يعود إلى (نوح)، تقديره:

«هو» {فِيهِمْ:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما. {أَلْفَ:} ظرف زمان متعلق بالفعل (لبث)، و {أَلْفَ} مضاف، و {سَنَةٍ} مضاف إليه. {إِلاّ:} أداة استثناء. {خَمْسِينَ:} مستثنى ب‍: {إِلاّ} منصوب. وعلامة نصبه الياء نيابة عن الفتحة؛ لأنه ملحق بجمع المذكر السالم، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد، وهو عند المبرد مفعول به، و {إِلاّ} عنده قامت مقام الفعل الناصب للأسماء، فهي تقوم مقام: أستثني، واستثنيت فلانا، ولا يستثنى من العدد إلا أقل من النصف عند أكثر النحويين. انتهى. من قول مكي. {عاماً:} تمييز. وجملة: {فَلَبِثَ..}. إلخ معطوفة على جملة جواب القسم، لا محل لها مثلها. {فَأَخَذَهُمُ:} الفاء: حرف عطف. (أخذهم): فعل ماض، والهاء: مفعول به. {الطُّوفانُ:} فاعله، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها. أو هي مستأنفة، ولا محل لها على الاعتبارين. {وَهُمْ:} الواو: واو

<<  <  ج: ص:  >  >>