سورة (نوح) على نبينا، وعليه ألف صلاة، وألف سلام؛ هي مكية، وهي ثمان وعشرون آية، ومئتان، وأربع وعشرون كلمة، وتسعمئة وتسعة وتسعون حرفا.
نوح اسمه: السكن. وقيل: عبد الغفار، وسمي نوحا لكثرة نوحه على نفسه، وهو ابن لملك. وقيل: لامك بن متوشلخ، بن أخنوخ، وهو إدريس النبي، بن يرد، بن مهلايل، بن أنوش، بن قينان، بن شيث، بن آدم. وكان نوح نجارا، واختلفوا في سبب نوحه، فقيل: لدعوته على قومه بالهلاك. وقيل: لمراجعته ربه في شأن ابنه كنعان. وقيل: لأنه مر بكلب مجذوم، فقال له: أخسأ يا قبيح، فأوحى الله تعالى إليه: أعبتني، أم عبت الكلب؟! وهو أول رسول بعث بشريعة بعد آدم، وأول نذير على الشرك، وأنزل الله عليه عشر صحائف، وفي شريعته حرم الزواج بالأخت، التي لم تكن توءما مع أخيها كما كان في ذرية آدم قبل نوح، وكان أول من عذبته أمته لردهم دعوته، وأهلك الله أهل الأرض بدعائه، وكان أبا البشر كآدم، على نبينا، وعليهما ألف صلاة، وألف سلام؛ حيث عم الطوفان الأرض، ولم يبق بشر بعده إلا الذين حملوا في السفينة، وكان أطول الأنبياء عمرا، عمّر ألفا وخمسين سنة. وقيل: أكثر، لم تنقص قوته، ولم يشب، ولم تسقط له سن، وصبر على أذى قومه طول عمره، حتى أذن الله له في الدعاء عليهم، حيث قال:{وَأُوحِيَ إِلى نُوحٍ أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلاّ مَنْ قَدْ آمَنَ فَلا تَبْتَئِسْ بِما كانُوا يَفْعَلُونَ} رقم [٣٦] من سورة (هود) وكان أبواه مؤمنين بدليل دعوته لهما بالمغفرة في الآية الأخيرة من هذه السورة، وكانت ولادته بعد مضي ألف وستمائة واثنتين وأربعين سنة من هبوط آدم من الجنة إلى الأرض، وكان مولده بعد وفاة آدم بمئة وستة وعشرين عاما، قاله الجرجاوي في إعرابه لشواهد ابن عقيل. وهو غير مسلم له.
فقد روى البخاري عن ابن عباس-رضي الله عنهما-: أنه قال: كان بين آدم ونوح عشرة قرون، كلهم على الإسلام. وروى ابن حبان في صحيحه عن أبي أمامة-رضي الله عنه-: أن رجلا قال: يا رسول الله! أنبي كان آدم؟ قال:«نعم مكلّم». قال: فكم كان بينه وبين نوح؟ قال: