قوم: هو محذوف، دل عليه الكلام، تقديره: أرأيتكم عبادتكم الأصنام. هل تنفعكم عند مجيء الساعة. ودل عليه قوله:{أَغَيْرَ اللهِ تَدْعُونَ}. وقال آخرون: لا يحتاج إلى مفعول؛ لأن بالشرط وجوابه قد حصل معنى المفعول. وملخص كلام السمين: أن المفعول الأول محذوف، والمسألة من باب التنازع، تنازع {أَرَأَيْتَكُمْ} وفعل الشرط في {عَذابُ اللهِ} فالأول يطلبه مفعولا، والثاني يطلبه فاعلا، فأعمل الثاني، وحذف مفعول الأول، وأما المفعول الثاني، فهو الجملة الاستفهامية. انتهى جمل بتصرف كبير. وأرى أن الفعل معلق عن العمل لفظا بسبب الاستفهام، وأن الجملة الفعلية:{أَغَيْرَ اللهِ تَدْعُونَ} سدت مسد المفعولين وما بينهما كلام معترض لا محل له أعطى الكلام تقوية وتسديدا، وحذف جواب الشرط لدلالة الكلام عليه، ولا حاجة إلى هذا التكلف، والتعسف. والله الموفق والمعين وبه أستعين، وانظر الآية [٥٠] من سورة (يونس).
{إِنْ:} حرف شرط جازم. {أَتاكُمْ:} ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر، وهو في محل جزم فعل الشرط، والكاف مفعول به. {عَذابُ:} فاعل، وهو مضاف، و {اللهِ:} مضاف إليه، من إضافة المصدر لفاعله، والجملة الفعلية لا محل لها لأنها ابتدائية ويقال: لأنها جملة شرط غير ظرفي. {أَتَتْكُمُ:} ماض معطوف على ما قبله، وهو في محل جزم مثله، والتاء للتأنيث حرف لا محل له، والكاف مفعول به. {السّاعَةُ:} فاعل، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها... إلخ، وجواب الشرط محذوف، التقدير: فمن تدعون؟ وقيل: تقديره: إن أتاكم
دعوتم الله، وقيل: تقديره: فأخبروني أتدعون غير الله لكشفه. وهذا مأخوذ من معنى الكلام السابق كما رأيت في الشرح، وقيل غير ذلك، ولعلك تدرك معي: أن الأول هو المعتمد. {أَغَيْرَ:}
الهمزة: حرف استفهام إنكاري. (غير): مفعول به مقدم، وهو مضاف، و {اللهِ:} مضاف إليه.
{تَدْعُونَ:} فعل وفاعل، والجملة الفعلية في محل نصب سدت مسد مفعولي الفعل:{أَرَأَيْتَكُمْ} أو هي مفعوله الثاني على نحو ما رأيت فيما تقدم. {إِنْ} حرف شرط جازم. {كُنْتُمْ:} ماض ناقص مبني على السكون في محل جزم فعل الشرط، والتاء اسمه. {صادِقِينَ:} خبر (كان) منصوب، وعلامة نصبه الياء نيابة عن الفتحة؛ لأنه جمع مذكر سالم، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد، وجملة:{كُنْتُمْ صادِقِينَ} لا محل لها على نحو ما رأيت، وجواب الشرط محذوف، التقدير: فادعوا أصنامكم ونحو ذلك، كما رأيت في الشرح.
{بَلْ إِيّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ ما تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شاءَ وَتَنْسَوْنَ ما تُشْرِكُونَ (٤١)}
الشرح:{بَلْ إِيّاهُ تَدْعُونَ} أي: بل تتوجهون إلى الله بالدعاء في ساعات البلاء، وتخصونه بالتضرع؛ ليكشف عنكم ما نزل بكم. {فَيَكْشِفُ ما تَدْعُونَ..}. إلخ: أي: فيرفع عنكم البلاء، إن شاء. أن يرفعه تفضلا منه وجودا، وهذا في الدنيا، وأما في الآخرة؛ فلا يشاء ولا يستجيب دعاء الكافرين مهما تضرعوا، ودعوا، كما أفاده قوله تعالى:{وَما دُعاءُ الْكافِرِينَ إِلاّ فِي ضَلالٍ} أي: