تسويف واستقبال. {نُصْلِيهِمْ:} فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ضمّة مقدّرة على الياء للثقل، والفاعل مستتر تقديره: نحن، والهاء مفعول به أول. {ناراً:} مفعول به ثان، والجملة الفعلية في محل رفع خبر: {إِنَّ،} والجملة الاسمية مبتدأ، أو مستأنفة لا محلّ لها.
{كُلَّما:} (كلّ): ظرفية متعلقة بجوابها؛ إذ هي تحتاج إلى جملتين مرتبطتين ببعضهما ارتباط فعل الشرط بجوابه، و (ما) مصدرية توقيتية. {نَضِجَتْ:} فعل ماض، والتاء للتأنيث، حرف لا محلّ له. {جُلُودُهُمْ:} فاعل، والهاء في محل جر بالإضافة، و (ما) والفعل (نضج) في تأويل مصدر في محل جر بإضافة (كل) إليه، التقدير: كل وقت نضج جلودهم، وهذا التقدير، وهذه الإضافة هما اللذان سببا الظرفية ل (كلّ). وقيل: (ما) نكرة موصوفة والجملة الفعلية بعدها صفة لها، وهي بمعنى: (وقت) أيضا، وانظر مبحث «كلّما» في كتابنا: «فتح القريب المجيب».
{بَدَّلْناهُمْ:} فعل ماض، وفاعله، ومفعوله الأول. {جُلُوداً:} مفعول به ثان. {غَيْرَها:} صفة:
{جُلُوداً}. و (ها): في محل جر بالإضافة، والجملة الفعلية جواب {كُلَّما} لا محلّ لها، و {كُلَّما} ومدخولها في محل نصب حال من الضّمير المنصوب في نصليهم، والرابط الضّمير فقط، ويجوز أن تكون صفة: {ناراً} والرابط محذوف، التقدير: نارا كلّما نضجت فيها جلودهم.
{لِيَذُوقُوا:} اللام: حرف تعليل وجر. (يذوقوا): فعل مضارع منصوب ب «أن» مضمرة بعد لام التعليل، وعلامة نصبه حذف النون؛ لأنّه من الأفعال الخمسة، والواو فاعله، والألف للتّفريق. {الْعَذابَ:} مفعول به، و «أن» المضمرة والفعل المضارع في تأويل مصدر في محلّ جرّ باللام، والجار والمجرور متعلّقان بالفعل بدّلناهم. {إِنَّ:} حرف مشبه بالفعل. {اللهَ:}
اسمها. {كانَ:} فعل ماض ناقص، واسمه يعود إلى: {اللهَ}. {عَزِيزاً حَكِيماً:} خبران ل {كانَ} والجملة الفعلية في محل رفع خبر: {إِنَّ،} والجملة الاسمية مفيدة للتّعليل، أو هي مستأنفة، أو هي معترضة في آخر الكلام، لا محلّ لها على جميع هذه الوجوه.
{وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً لَهُمْ فِيها أَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ ظِلاًّ ظَلِيلاً (٥٧)}
الشرح: {وَالَّذِينَ آمَنُوا:} صدّقوا بالله، ورسوله تصديقا صحيحا. {وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ:}
الأعمال الصّالحات على اختلاف درجاتها، ومراتبها من فعل مأمورات، واجتناب منهيّات.
{سَنُدْخِلُهُمْ جَنّاتٍ:} جمع: جنة، وهي البستان المملوء بالنّخيل، والشّجر الكثير، المتكاثف؛ الذي يجنّ؛ أي: يستر ما يكون متداخلا فيه، وسمّيت دار الثواب: جنّة؛ لما فيها من النّعيم؛ الذي لا ينفد، وجمع «الجنّة» على: {جَنّاتٍ} يدلّ على جنان كثيرة مرتبة بحسب أعمال العاملين، لكلّ طبقة منهم جنّة من تلك الجنان، وهي سبع، بل ثمان: جنّة الفردوس، وجنة