للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(بينات:) وهي: العصا، واليد، والسنون، والدم، والطّوفان، والجراد، والقمل، والضفادع، وفلق البحر. وقيل: البينات: التوراة لما فيها من الدّلالات. {ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ} أي: عبدتموه إلها، انظر الآية رقم [٥١]. {وَأَنْتُمْ ظالِمُونَ} أي: لأنفسكم بهذا الاتخاذ، ولم تضروا أحدا من الناس؛ لأنه شرك وكفر.

الإعراب: {وَلَقَدْ:} الواو: حرف قسم وجر، والمقسم به محذوف، التقدير: والله، والجار والمجرور متعلّقان بفعل محذوف، تقديره: أقسم، واللام: واقعة في جواب القسم. (قد):

حرف تحقيق يقرب الماضي من الحال. {جاءَكُمْ:} فعل ماض، والكاف مفعوله. {مُوسى} فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الألف للتعذّر. {بِالْبَيِّناتِ} متعلقان بالفعل قبلهما، أو هما متعلقان بمحذوف حال من موسى، التقدير: ملتبسا بالبينات، والجملة الفعلية:

({لَقَدْ..}.) جواب القسم لا محل لها، انظر ما ذكرته في الآية رقم [٦٥]. {ثُمَّ:} حرف عطف.

{اِتَّخَذْتُمُ:} فعل، وفاعل، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها لا محلّ لها مثلها. {الْعِجْلَ:}

مفعول به أول. {مِنْ بَعْدِهِ:} متعلقان بمحذوف حال من {الْعِجْلَ} أي: اتخذتم العجل إلها من بعده، وإن اعتبرته مفعولا ثانيا، فالجار والمجرور متعلقان بمحذوف صفة له، والهاء في محل جر بالإضافة. {وَأَنْتُمْ:} الواو: واو الحال. ({أَنْتُمْ}): ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. {ظالِمُونَ:} خبره، والجملة الاسمية في محل نصب حال من تاء الفاعل، والرابط: الواو، والضمير. هذا؛ والكلام: {وَلَقَدْ..}. إلخ مستأنف لا محلّ له.

{وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَكُمْ وَرَفَعْنا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا ما آتَيْناكُمْ بِقُوَّةٍ وَاِسْمَعُوا قالُوا سَمِعْنا وَعَصَيْنا وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَما يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (٩٣)}

الشرح: {وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَكُمْ وَرَفَعْنا فَوْقَكُمُ الطُّورَ:} انظر الآية رقم [٦٣] ففيها الكفاية.

{خُذُوا ما آتَيْناكُمْ بِقُوَّةٍ:} انظر الآية نفسها. {وَاسْمَعُوا} أي: اسمعوا سماع قبول، وطاعة، والتزام، وليس المراد سماع اللّفظ مجردا عمّا ذكر، ومنه قولهم في الصّلاة: «سمع الله لمن حمده» أي: قبل، وأجاب، قال الشاعر: [الوافر]

دعوت الله حتّى خفت ألاّ... يكون الله يسمع ما أقول

أي: يقبل، وقال الراجز: [الرجز]

والسّمع والطّاعة والتّسليم... خير وأعفى لبني تميم

<<  <  ج: ص:  >  >>