للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإلى القول بوجود أو آدم سوى آدم يشير بقوله: [الخفيف]

جائز أن يكون آدم هذا... قبله آدم على إثر آدم

وقوله: [الطويل]

وما آدم في مذهب العقل واحد... ولكنّه عند القياس أوادم

وهناك فريق من الناس يرجّح: أنه ليس أول نوعه، ويستأنسون لذلك بقول الملائكة:

{أَتَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها وَيَسْفِكُ الدِّماءَ} الآية رقم [٣٠] من سورة (البقرة)، ويقول: إن الملائكة لم يقولوا: ذلك إلا لرؤيتهم من تقدموا قبل آدم من الخلق الذين على صورته قد فعلوا ذلك، وأن آدم عليه السّلام، إنما كان خليفة عن بشر كانوا من جنسه، وبادوا، وكل هذه الأقوال لا تستند إلى نصّ قطعي الثبوت والدّلالة. انتهى بحروفه.

الإعراب: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ:} انظر إعراب مثله في الآية رقم [١٠] ففيها الكفاية. {مِنْ صَلْصالٍ:} متعلقان بالفعل قبلهما. {مِنْ حَمَإٍ:} متعلقان بمحذوف صفة {صَلْصالٍ،} أو بدل منه بإعادة الجار، قاله أبو البقاء. {مَسْنُونٍ:} صفة {حَمَإٍ،} والكلام مستأنف كله لا محل له من الإعراب.

{وَالْجَانَّ خَلَقْناهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نارِ السَّمُومِ (٢٧)}

الشرح: {وَالْجَانَّ خَلَقْناهُ مِنْ قَبْلُ} أي: من قبل خلق آدم، قال ابن عباس-رضي الله عنهما-:

الجان أبو الجن، كما أن آدم أبو البشر، وقال قتادة: هو إبليس. وقيل: الجان أبو الجن، وإبليس أبو الشياطين، وفي الجن مسلمون، وكافرون، يأكلون، ويشربون، ويحيون، ويموتون، ويتوالدون كبني آدم، وأما الشياطين؛ فليس فيهم مسلمون، ولا يموتون إلا إذا مات إبليس أبوهم. والأصح أن الشياطين نوع من الجن لاشتراكهم في الاستتار، سموا جنا لتواريهم، واستتارهم عن الأعين، من قولهم: جن الليل: إذا ستر بظلمته كل شيء، والشيطان: هو العاتي المتمرد الكافر، والجن منهم المؤمن، ومنهم الكافر وانظر الآية رقم [٣١] {مِنْ نارِ السَّمُومِ} أي:

من نار الحرّ الشديد النافذ في المسامّ.

الإعراب: {وَالْجَانَّ:} الواو: حرف عطف. (الجان): مفعول به لفعل محذوف يفسره المذكور بعده. {خَلَقْناهُ:} فعل، وفاعل، ومفعول به. {مِنْ قَبْلُ:} متعلقان بما قبلهما وقيل: متعلقان بمحذوف حال من الضمير المنصوب، واعتبار {مِنْ نارِ} متعلقين بمحذوف حال من الضمير المنصوب أولى، والمعنى عليه أقوى. وبني قبل على الضم لقطعه عن الإضافة لفظا لا معنى، {مِنْ نارِ:} متعلقان بالفعل قبلهما أيضا، و {نارِ:} مضاف، و {السَّمُومِ:} مضاف إليه، والجملة المفسّرة والمفسّرة معطوفتان على الجملة الواقعة جوابا للقسم، لا محل لهما مثلها.

<<  <  ج: ص:  >  >>