الشرط، ولم تقترن بالفاء، ولا ب:«إذا» الفجائية، و (إن) ومدخولها كلام مستأنف لا محل له، وجملة:{ضَعُفَ الطّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ} مستأنفة أيضا لا محل لها، وقيل: هي في محل نصب حال، ولا وجه له ألبتة؛ لأنها لا يوجد فيها رابط يربطها بصاحب حال.
الشرح:{ما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ} أي: ما عظموا الله حق تعظيمه، أو: ما عرفوه حق معرفته في الرحمة، والإنعام على العباد حيث أشركوا به أحقر خلقه، وسموا باسمه ما هو أبعد الأشياء عنه مناسبة، وهذه الجملة ذكرت في سورة (الأنعام) برقم [٩١]، وفي سورة (الزمر) برقم [٦٧]. {إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ:} قادر مقتدر على خلق الممكنات بأسرها. {عَزِيزٌ:} غالب قاهر، لا يغلبه، ولا يقهره شيء، وآلهتهم التي يعبدونها عاجزة، ذليلة، مهينة، لا تدفع عن نفسها ضرا، ولا تجلب لها نفعا، وانظر سبب نزول آية (الأنعام) تجد ما يسرك، ويثلج صدرك. هذا؛ وإذا كانت الآية مدنية حسب ما رأيت في مطلع السورة، فيكون المراد: اليهود اللؤماء؛ الذين قالوا: إن الله فقير، ونحن أغنياء، وقالوا: يد الله مغلولة... إلخ إلى غير ذلك من الأقوال، والافتراآت على الله، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.
الإعراب:{ما:} نافية. {قَدَرُوا:} ماض، وفاعله، والألف للتفريق. {اللهَ:} منصوب على التعظيم. {حَقَّ:} مفعول مطلق، ويقال: نائب عنه، و {حَقَّ} مضاف، و {قَدْرِهِ} مضاف إليه. والهاء في محل جر بالإضافة، والجملة الفعلية:{ما قَدَرُوا..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها. {إِنَّ:} حرف مشبه بالفعل. {اللهَ:} اسمها. {لَقَوِيٌّ:} اللام: هي المزحلقة.
(قوي): خبر أول. {عَزِيزٌ:} خبر ثان، والجملة الاسمية:{إِنَّ اللهَ..}. إلخ مستأنفة، أو تعليلية لا محل لها على الاعتبارين.
الشرح:{اللهُ يَصْطَفِي:} يختار. {مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً:} جبريل، وميكائيل، وإسرافيل، وعزرائيل، وغيرهم، وانظر الآية رقم [١٠٣] من سورة (الأنبياء). {وَمِنَ النّاسِ} أي: يصطفي من الناس رسلا أيضا، مثل: إبراهيم، وموسى، وعيسى، ومحمد، وغيرهم من الأنبياء، والرسل صلى الله عليهم وسلم أجمعين. وانظر الآية رقم [٥٢] تجد ما يسرك، ويثلج صدرك. {إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ} لأقوال الناس أجمعين. {بَصِيرٌ:} بأفعالهم، ونياتهم، وسائر تصرفاتهم. هذا؛ ويجوز تسكين سين {رُسُلاً} وضمها. قال عيسى بن عمر: كل اسم على ثلاثة أحرف، أوله مضموم، وأوسطه ساكن، فمن العرب من يخففه، ومنهم من يثقله، وذلك مثل: رحم، وحلم، وأسد... إلخ.