للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كيدهم، ولا تعبأ بهم، فإن الله يدفع عنك شرهم، وينصرك عليهم، ويعلي دينك، ويرفع شأنك.

وقد حقق الله وعده، ونصر عبده، وأعز جنده، وهو السميع لأقوال العباد، البصير بأفعالهم، وأحوالهم، وحركاتهم، وسكناتهم، لا يعزب عنه شيء من ذلك.

الإعراب: {إِنَّ:} حرف مشبه بالفعل. {الَّذِينَ:} اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب اسمها، وانظر الآية رقم [٣٥] فالإعراب واحد في الباقي. {إِنَّ:} حرف نفي بمعنى:

«ما». {فِي صُدُورِهِمْ:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم، والهاء في محل جر بالإضافة. {إِلاّ:} حرف حصر. {كِبْرٌ:} مبتدأ مؤخر، والجملة الاسمية في محل رفع خبر {إِنَّ}. {ما:} نافية حجازية تعمل عمل: «ليس». {أَتاهُمْ:} ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع اسم {ما}. {بِبالِغِيهِ:} الباء: حرف جر صلة. (بالغيه): خبر {ما} مجرور لفظا، منصوب محلا. وإن اعتبرت {ما} مهملة؛ فالضمير مبتدأ، و (بالغيه) خبره، فهو مرفوع، وعلامة رفعه الواو المقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بالياء التي جلبها حرف الجر الزائد، وحذفت النون على الاعتبارين للإضافة، والهاء في محل جر بالإضافة، من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه، والجملة الاسمية في محل رفع صفة {كِبْرٌ} وهو أولى من اعتبارها حالا من الضمير المجرور محلا بالإضافة. والرابط: الضمير المجرور محلا بالإضافة، والجملة الاسمية: {إِنَّ الَّذِينَ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها.

{فَاسْتَعِذْ:} الفاء: هي الفصيحة، وانظر رقم [٤]. (استعذ): فعل أمر، وفاعله مستتر تقديره: «أنت». {بِاللهِ:} متعلقان به، والجملة الفعلية لا محل لها؛ لأنها جواب شرط غير جازم؛ إذ التقدير: وإذا كان ذلك حاصلا منهم؛ فاستعذ بالله من كيدهم، وشرهم. {إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ:} انظر إعراب مثل هذه الجملة في الآية رقم [٨] فهو مثله بلا فارق إفرادا وجملة.

{لَخَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النّاسِ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النّاسِ لا يَعْلَمُونَ (٥٧)}

الشرح: {لَخَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النّاسِ:} أي: لخلق الله للسموات، والأرض، وإنشاؤهما وابتداعهما على غير مثال سبق أعظم من خلق الناس أجمعين، فمن قدر على خلقهما مع عظمهما كيف يعجز عن خلق ما هو أحقر، وأهون؟! والغرض من ذلك الاستدلال على البعث؛ لأن الإله الذي خلق السموات، والأرض مع عظمهما قادر على إعادة الأجسام بعد فنائها. فمن قدر على خلق السموات والأرض، فهو قادر على ما دونه بطريق الأولى، قال تعالى في سورة (الأحقاف) رقم [٣٣]: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللهَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ}

<<  <  ج: ص:  >  >>