للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التأنيث التي هي حرف لا محل له، والفاعل يعود إلى: {الْأَرْضَ} أيضا، والجملة الفعلية معطوفة على جواب (إذا) لا محل لها مثله.

{إِنَّ:} حرف مشبه بالفعل. {الَّذِي:} اسم موصول مبني على السكون في محل نصب اسمها. {أَحْياها:} فعل ماض مبني على فتح مقدر على الألف للتعذر، و (ها): مفعول به، والفاعل يعود إلى: {الَّذِي،} وهو العائد، والجملة الفعلية صلة الموصول، لا محل لها.

{لَمُحْيِ:} اللام: هي المزحلقة. (محي): خبر: {إِنَّ} مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الياء للثقل، وهو مضاف، و {الْمَوْتى} مضاف إليه مجرور، وعلامة جره كسرة مقدرة على الألف للتعذر، والإضافة من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه، والجملة الاسمية مستأنفة، لا محل لها، أو هي للتعليل لا محل لها على الاعتبارين. {إِنَّهُ:} حرف مشبه بالفعل، والهاء اسمها. {عَلى كُلِّ:} متعلقان ب‍: {قَدِيرٌ} بعدهما، و {كُلِّ} مضاف، و {شَيْءٍ} مضاف إليه.

{قَدِيرٌ:} خبر: {إِنَّ،} والجملة الاسمية مؤكدة لما قبلها.

{إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آياتِنا لا يَخْفَوْنَ عَلَيْنا أَفَمَنْ يُلْقى فِي النّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِناً يَوْمَ الْقِيامَةِ اِعْمَلُوا ما شِئْتُمْ إِنَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (٤٠)}

الشرح: {إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آياتِنا:} يميلون عن الحق في أدلتنا بالطعن. يقال: ألحد الحافر في الأرض، ولحد: إذا مال عن الاستقامة، فحفر في شق. والإلحاد: الميل، والعدول، ومنه: اللحد في القبر؛ لأنه أميل إلى ناحية منه، فاستعير لحال الأرض إذا كانت ملحودة، فاستعير للانحراف في تأويل آيات القرآن عن جهة الصحة، والاستقامة. هذا؛ والمراد:

ب‍: {آياتِنا} القرآن. والإلحاد فيه: قولهم: شعر، أو كهانة، أو سحر. وقيل: باللغو عند تلاوة القرآن بالمكاء، والتصدية، واللغو، والغناء. وقيل: المراد ب‍: {آياتِنا} المعجزات. وهو يرجع إلى الأول، فإن القرآن معجز. هذا؛ ومن الإلحاد في القرآن ما يدعيه الباطنيون الملحدون، فإنهم يقولون: القرآن فيه ظاهر، وباطن، وإن الظاهر غير مراد أصلا، وإنما المراد الباطن.

وقصدهم من وراء هذا الكلام نفي الشريعة، وإبطال الأحكام. وهذا بلا شك إلحاد في الدين، فمثلا يقولون في قوله تعالى في سورة (الرحمن) رقم [١٩]: {مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ} البحران علي وفاطمة. ويقولون في قوله تعالى: {يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ} هما الحسن، والحسين، والحاجز بينهما محمد صلّى الله عليه وسلّم. ويتأولون قوله تعالى في سورة (الحديد): {فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بابٌ باطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذابُ} بأن الدين فيه باطن، وظاهر، ويفسرونه تفسيرات باطلة.

لا يقرها لغة، ولا عقل، ولا دين! ولا حول، ولا قوة إلا بالله!.

{لا يَخْفَوْنَ عَلَيْنا:} فنجازيهم على إلحادهم، وهو وعيد، وتهديد لهم. {أَفَمَنْ يُلْقى فِي النّارِ:}

على وجهه، وهو أبو جهل في قول ابن عباس-رضي الله عنهما-. {خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِناً يَوْمَ}

<<  <  ج: ص:  >  >>