للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابتدائية، ويقال: لأنها جملة شرط غير ظرفي. {تُؤْمِنُوا:} فعل مضارع جواب الشرط مجزوم، وعلامة جزمه حذف النون، والواو فاعله، والألف للتفريق، والجملة الفعلية مع المتعلق المحذوف لا محل لها؛ لأنها جملة جواب الشرط، ولم تقترن بالفاء، ولا ب‍: «إذا» الفجائية، و (إن) ومدخولها معطوف على (إذا) ومدخولها فهو في محل رفع مثله. {فَالْحُكْمُ:} الفاء: حرف تعليل. (الحكم): مبتدأ. {اللهُ:} متعلقان بمحذوف خبره، والجملة الاسمية لا محل لها؛ لأنها استئنافية، أو تعليلية. {الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ:} بدلان من لفظ الجلالة، وبعضهم يعتبرهما صفتين، ولا أسلمه؛ لأنهما من الأسماء الحسنى، وليسا من صفات الله، كما هو مقرر في علم التوحيد.

{هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ آياتِهِ وَيُنَزِّلُ لَكُمْ مِنَ السَّماءِ رِزْقاً وَما يَتَذَكَّرُ إِلاّ مَنْ يُنِيبُ (١٣)}

الشرح: {هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ آياتِهِ} أي: دلائل توحيده، وقدرته. {وَيُنَزِّلُ لَكُمْ مِنَ السَّماءِ رِزْقاً} أي: وينزل لكم من السماء المطر، الذي تسبب عنه الرزق من الزروع، والثمار، فهو من إطلاق المسبب وإرادة السبب. جمع الله في هذه الآية بين إظهار الآيات، وإنزال الرزق؛ لأن بالآيات قوام الأديان، وبالرزق قوام الأبدان، وهذه الآيات هي السموات، والأرضون، وما فيهما، وما بينهما من الشمس، والقمر، والنجوم، والرياح، والسحاب، والبحار، والأنهار، والعيون، والجبال، والأشجار، وآثار قوم هلكوا.

{وَما يَتَذَكَّرُ} أي: ما يتعظ بهذه الآيات، فيوحد الله، ويعبده. {إِلاّ مَنْ يُنِيبُ} أي:

يرجع إلى طاعة الله وتوحيده، يرجع عن الإنكار بالإقبال عليها، والتفكير فيها، فإن المعاند لا يتذكر، ولا يتعظ.

الإعراب: {هُوَ:} ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. {الَّذِي:} اسم موصول مبني على السكون في محل رفع خبره، والجملة الاسمية مستأنفة، لا محل لها. {يُرِيكُمْ:} فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الياء للثقل، والفاعل يعود إلى: {الَّذِي} وهو العائد، والكاف مفعول به أول. {آياتِهِ:} مفعول به ثان منصوب، وعلامة نصبه الكسرة نيابة عن الفتحة؛ لأنه جمع مؤنث سالم، والهاء في محل جر بالإضافة، والجملة الفعلية صلة الموصول، لا محل لها. {وَيُنَزِّلُ:} الواو: حرف عطف. (ينزل): فعل مضارع، والفاعل يعود إلى:

{الَّذِي}. {لَكُمْ:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما. {مِنَ السَّماءِ:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال من {رِزْقاً} كان صفة له، فلما قدم عليه صار حالا على القاعدة: «نعت النكرة إذا تقدم عليها صار حالا». والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، لا محل لها مثلها. {وَما:} الواو:

حرف عطف. (ما): نافية. {يَتَذَكَّرُ:} فعل مضارع. {إِلاّ:} حرف حصر. {مِنَ:} اسم

<<  <  ج: ص:  >  >>