للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الواجبة مؤدون، فعبر عن التأدية بالفعل؛ لأنها فعل، وهي فصيحة، وقد جاءت في كلام العرب، قال أمية بن أبي الصلت: [الخفيف]

المطعمون الطعام في السّنة الأز... مة والفاعلون للزّكوات

الإعراب: {قَدْ:} حرف تحقيق يقرب الماضي من الحال. {أَفْلَحَ:} ماض. {الْمُؤْمِنُونَ:}

فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة؛ لأنه جمع مذكر سالم، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد. {الَّذِينَ:} اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع صفة {الْمُؤْمِنُونَ} أو بدل، أو هو في محل رفع خبر لمبتدأ محذوف، التقدير: هم الذين، أو هو في محل نصب مفعول به لفعل محذوف، التقدير: أعني الذين، أو هو مبتدأ خبره الجملة الاسمية:

{أُولئِكَ هُمُ الْوارِثُونَ}. {هُمُ:} ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. {فِي صَلاتِهِمْ:} متعلقان بما بعدهما، والهاء في محل جر بالإضافة. {خاشِعُونَ:} خبر المبتدأ مرفوع... إلخ، والجملة الاسمية: {هُمْ..}. إلخ صلة الموصول لا محل لها، {وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ:} معطوف على ما قبله، وإعرابه مثله بلا فارق، وأيضا: {وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكاةِ..}.

إلخ معطوف أيضا. هذا؛ وقال السمين: اللام في {لِلزَّكاةِ} زائدة، و (الزكاة) مفعول به مقدم لما بعده، وزيدت اللام في المفعول لتقدمه على عامله، ولكونه فرعا في العمل، وعليه فهو منصوب، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد. هذا؛ وفي كلّ من {خاشِعُونَ} و {مُعْرِضُونَ} و {فاعِلُونَ} ضمير مستتر هو فاعله؛ لأنه جمع: اسم فاعل. هذا؛ وزيادة اللام في {لِلزَّكاةِ} على قول السمين مثل قول ابن هشام بزيادتها في قوله تعالى: {فَعّالٌ لِما يُرِيدُ} و {مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ} ونحو ذلك، وسماها ابن هشام لام التقوية.

{وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ (٥) إِلاّ عَلى أَزْواجِهِمْ أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (٦) فَمَنِ اِبْتَغى وَراءَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ العادُونَ (٧)}

الشرح: {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ:} جمع: فرج، وهو اسم لسوأة الرجل، والمرأة، وحفظه:

التعفف عن الحرام، وعن كل ما لا يحل من زنى، ولواط، واستمناء باليد، ومتعة.

أما الزنى فإني قد استوفيت الكلام عليه في الآية رقم [٣٢] من سورة (الإسراء)، وأستدرك هنا، فأقول: إنه قد فشا في هذه الأيام زنى بشرف، وفخر، وترضى به المرأة، وهي مرفوعة الرأس، ويقره زوجها، وهو شامخ الأنف، ذلك هو تلقيح المرأة من مادة رجل أجنبي غير زوجها، الذي ثبت عقمه، فهو يقر الدياثة بنفسه ما دام يأخذها بيده إلى طبيب قذر، لا يعرف للمروءة سبيلا، ولا للشهامة طريقا، ويكون شريكا للرجل في الدياثة، والحرمان من جنة النعيم،

<<  <  ج: ص:  >  >>