أن لا يقرب البيت بعد هذا العام مشرك، وأن لا يطوف بالبيت عريان، ولا يدخل الجنة إلا كل نفس مؤمنة، ومن كان بينه وبين النبي صلّى الله عليه وسلّم عهد، فهو إلى مدته، ومن لم يكن له عهد، فأجله أربعة أشهر، وهذا يخالف ما روي عن مجاهد.
تنبيه: بعث النبيّ صلّى الله عليه وسلّم عليا رضي الله عنه ليبلغ ما ذكر، ليس عزلا لأبي بكر رضي الله عنه عن إمارة الحج ذلك العام، ولا دليل فيه على فضل علي على أبي بكر-رضي الله عنهما-، وإنما كان هذا البعث والتولي جاريا على عادة العرب أن لا يتولى تقرير العهد، أو نقضه إلا سيد القبيلة وعظيمها، أو رجل من أقاربه، وكان علي رضي الله عنه أقرب الناس إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم، فبعثه الرسول لهذا السبب، ولئلا يقولوا: هذا على خلاف ما نعرفه عن عادتنا في عهد العهود ونقضها انتهى. بيضاوي وخازن بتصرف كبير. هذا؛ ولا تنس أن في الكلام التفاتا من الغيبة إلى الخطاب، وأيضا من خطاب إلى خطاب آخر، انظر الالتفات في الآية رقم [٦] من سورة (الأنعام) فإنه جيد. تأمل، وتدبر، وربك أعلم، وأجل، وأكرم.
الإعراب:{فَسِيحُوا}: الفاء: حرف استئناف. (سيحوا): فعل أمر مبني على حذف النون، والواو فاعله، والألف للتفريق، والجملة الفعلية مقولة لقول محذوف، إذ التقدير: قل لهم:
سيحوا... إلخ، وهذه الجملة مستأنفة لا محل لها. {فِي الْأَرْضِ}: متعلقان بما قبلهما.
{أَرْبَعَةَ}: ظرف زمان متعلق بما قبله، و {أَرْبَعَةَ}: مضاف، و {أَشْهُرٍ}: مضاف إليه.
{وَاعْلَمُوا}: إعرابه مثل سابقه. {أَنَّكُمْ}: حرف مشبه بالفعل، والكاف اسمها. {غَيْرُ}: خبر (أن)، وهو مضاف، و {مُعْجِزِي}: مضاف إليه مجرور، وعلامة جره الياء نيابة عن الكسرة لأنه جمع مذكر سالم، وحذفت النون للإضافة، و {مُعْجِزِي}: مضاف، و {اللهِ}: مضاف إليه، من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه، و (أن) واسمها وخبرها في تأويل مصدر في محل نصب سد مسد مفعولي الفعل (اعلموا)، وهذه الجملة معطوفة على ما قبلها، فهي في محل نصب مقول القول مثلها، وأيضا المصدر المؤول من {وَأَنَّ اللهَ مُخْزِي الْكافِرِينَ} معطوف على ما قبله، فهو في محل نصب مثله، هذا؛ و {مُخْزِي} خبر (أن) مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الياء للثقل، وهو مضاف، و {الْكافِرِينَ}: مضاف إليه... إلخ، والإضافة من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه.