للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما قبله، وهو مضاف، و {الْعَرْشِ:} مضاف إليه... إلخ. {الْعَظِيمِ:} صفة {الْعَرْشِ،} والجملة الاسمية: {مَنْ رَبُّ..}. إلخ في محل نصب مقول القول، وجملة: {قُلْ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها. {سَيَقُولُونَ لِلّهِ:} انظر الآية السابقة فالإعراب واحد على القراءتين، وانظر إعراب: {قُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ} فيها أيضا إفرادا، وجملا، والله الموفق، والمعين، وبه أستعين.

{قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلا يُجارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (٨٨) سَيَقُولُونَ لِلّهِ قُلْ فَأَنّى تُسْحَرُونَ (٨٩)}

الشرح: {قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ:} ملك كل شيء، زيدت فيه، الواو، والتاء للمبالغة كالرهبوت، والرغبوت، والرحموت من الرهبة، والرغبة، والرحمة. والمراد: السموات، وما فوقهن، وما بينهن، والأرضين، وما تحتهن، وما بينهن، وما لا يعلمه إلا هو، وقال مجاهد:

{مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ:} خزائن كل شيء. {وَهُوَ يُجِيرُ:} يغيث، ويحرس، ويحفظ، ويمنع.

{وَلا يُجارُ عَلَيْهِ} أي: ولا يغاث أحد، ولا يمنع منه، يقال: أجرت فلانا على فلان: إذا أغثته منه، ومنعته. المعنى: يغيث من يشاء ممن يشاء، ولا يغيث أحد منه أحدا. ثم قيل: هذا في الدنيا، أي من أراد الله إهلاكه، وخوفه لم يمنعه منه مانع، ومن أراد نصره، وأمنه لم يدفعه من نصره، وأمنه دافع. وقيل: هذا في الآخرة؛ أي: لا يمنعه من مستحق الثواب مانع، ولا يدفعه عن مستوجب العذاب دافع. {إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} أي: مجيرا، ومغيثا غير الله فاذكروه.

{سَيَقُولُونَ لِلّهِ} أي: الإغاثة لله، أو هو المغيث، والمجير، لا مغيث غيره، ولا مجير سواه. {فَأَنّى تُسْحَرُونَ} أي: فكيف تخدعون، وتصرفون عن الإيمان بالله، وعبادته، وتوحيده مع ظهور الأمر. وتظاهر الأدلة على ما ذكر؟! أو: كيف يخيل إليكم أن تشركوا به ما لا يضر، ولا ينفع، والخادع: هو الهوى، والشيطان، والسحر: هو التخييل كما رأيت في الآية رقم [٥٧] من سورة (طه). وكل ما تقدم احتجاج على العرب المقرين بوجود الصانع، وهو الله تعالى.

هذا؛ ومعنى {بِيَدِهِ:} بقدرته، وتحت تصرفه.

الإعراب: {قُلْ:} أمر، وفاعله مستتر تقديره: «أنت». {مَنْ:} اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. {بِيَدِهِ:} متعلقان بمحذوف خبر مقدم، والهاء في محل جر بالإضافة. {مَلَكُوتُ:} مبتدأ مؤخر، وهو مضاف، و {كُلِّ:} مضاف إليه، من إضافة المصدر الميمي لمفعوله، وفاعله مستتر فيه، و {كُلِّ:} مضاف، و {شَيْءٍ} مضاف إليه، والجملة الاسمية: {بِيَدِهِ مَلَكُوتُ..}. إلخ في محل رفع خبر المبتدأ، والجملة الاسمية: {مَنْ بِيَدِهِ..}. إلخ في محل نصب مقول القول، والجملة الفعلية: {قُلْ مَنْ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها. {وَهُوَ:} الواو: حرف عطف. (هو): مبتدأ. {يُجِيرُ:} مضارع، وفاعله مستتر تقديره:

<<  <  ج: ص:  >  >>