للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومجرور متعلقان بمحذوف خبر {الْأَغْلالُ} والهاء ضمير متصل في محل جر بالإضافة، والجملة الاسمية: {الْأَغْلالُ فِي أَعْناقِهِمْ} في محل رفع خبر المبتدأ الأول، والجملة الاسمية:

(أولئك...) إلخ معطوفة على ما قبلها، لا محل لها مثلها.

والجملة الاسمية: {وَأُولئِكَ أَصْحابُ النّارِ} معطوفة على ما قبلها لا محل لها أيضا. {قَوْلُهُمْ}:

ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. {فِيها}: متعلقان بما بعدهما. {خالِدُونَ}:

خبر المبتدأ مرفوع... إلخ، والجملة الاسمية في محل نصب حال من {أَصْحابُ النّارِ} أو من النار نفسها، والعامل في الحال اسم الإشارة، والرابط الضمير على الاعتبارين، وفيها معنى التأكيد للكلام السابق، وجوز اعتبارها خبرا ثانيا ل‍ (أولئك)، والأول أقوى.

{وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ وَقَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمُ الْمَثُلاتُ وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنّاسِ عَلى ظُلْمِهِمْ وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ الْعِقابِ (٦)}

الشرح: {وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالسَّيِّئَةِ} أي: يطلب منك يا محمد كفار قريش والمكذبون لك إنزال الهلاك بهم، وذلك حين هددهم الرسول صلّى الله عليه وسلّم بنزول العذاب بهم، وطلبوا ذلك استهزاء منهم، خذ قوله تعالى: {وَإِذْ قالُوا اللهُمَّ إِنْ كانَ هذا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ أَوِ ائْتِنا بِعَذابٍ أَلِيمٍ،} هذه الآية رقم [٣٢] من سورة (الأنفال). {قَبْلَ الْحَسَنَةِ}: المراد بها هنا:

الإيمان. وقيل: المراد بها العافية من البلاء، وقد قضى سبحانه وحكم بتأخير العذاب عن هذه الأمة إلى يوم القيامة، وانظر الآية رقم [١١] من سورة (يونس) عليه السّلام وشرحها. {وَقَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمُ الْمَثُلاتُ} أي: وقد مضت العقوبات والهلاك بالمكذبين قبلهم، فما لهم لم يعتبروا بها، ولم يجوزوا نزول مثلها بهم؟! هذا؛ والمثلات جمع: مثلة، وهي نقمة تنزل بالإنسان، فيكون مثالا وعبرة لمن يعتبر، وقال ابن الأنباري: المثلة كسحرة: العقوبة، التي تبقي في المعاقب شيئا بتغيير بعض خلقه من قولهم: مثّل فلان بفلان، إذا شان خلقه، بقطع أنفه، أو سحل عينه، أو جدع أذنه، أو بقر بطنه، هذا؛ ويقرأ بفتح الميم وضمها، وسكون الثاء وفتحها وضمها.

{وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنّاسِ عَلى ظُلْمِهِمْ} أي: صاحب عفو، وتجاوز عن المشركين؛ إذا آمنوا وعن المذنبين؛ إذا تابوا، وأنابوا. {وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ الْعِقابِ}: لمن أصر على الكفر، أو أصر على اجتراح السيئات، وفعل المنكرات من المسلمين.

هذا؛ وروى حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسيب قال: لما نزلت: {وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ..}. إلخ قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «لولا عفو الله ورحمته وتجاوزه؛ لما هنأ أحدا عيش، ولولا عقابه، ووعيده، وعذابه، لاتّكل كلّ أحد». وانظر الآية رقم [٦١] من سورة (النحل).

<<  <  ج: ص:  >  >>