للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مؤنث، فلذلك جاز تأنيث فعله. هذا؛ والمستقر، والمقام بمعنى واحد، أي: فهما مترادفان، وقال بعضهم: مستقرّا لعصاة المؤمنين، ومقاما للكافرين، والله أعلم بمراده، وأسرار كتابه.

الإعراب: {وَالَّذِينَ:} معطوف على ما قبله، وجملة: {يَقُولُونَ..}. إلخ صلة الموصول لا محل لها. {رَبَّنَا:} منادى حذف منه أداة النداء، و (نا): ضمير متصل في محل جر بالإضافة، من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه. {اِصْرِفْ:} فعل دعاء، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: «أنت». {عَنّا:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما. {عَذابَ:} مفعول به، وهو مضاف، و {جَهَنَّمَ} مضاف إليه مجرور، وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة؛ لأنه ممنوع من الصرف للعلمية، والعجمة، والإضافة من إضافة المصدر، أو اسم المصدر لمفعوله، وفاعله محذوف، وأصل الكلام: التعذيب في جهنم. {إِنَّ:} حرف مشبه بالفعل. {عَذابَها:} اسم {إِنَّ،} و (ها): ضمير متصل في محل جر بالإضافة، من إضافة المصدر لمفعوله، وفاعله محذوف... إلخ. {كانَ:} فعل ماض ناقص، واسمه ضمير مستتر فيه تقديره: «هو». {غَراماً:}

خبر {كانَ،} والجملة الفعلية في محل رفع خبر: {إِنَّ،} والجمل كلها في محل نصب مقول القول. {إِنَّها:} حرف مشبه بالفعل، و (ها): ضمير متصل في محل نصب اسمها. {ساءَتْ:}

فعل ماض لإنشاء الذم، والتاء للتأنيث حرف لا محل له، والفاعل ضمير مستتر تقديره: «هي» دل عليه التمييز بعده، وهو: {مُسْتَقَرًّا}. {وَمُقاماً:} معطوف على ما قبله، وجملة: {ساءَتْ..}. إلخ في محل رفع خبر (إن)، والجملة الاسمية: {إِنَّها ساءَتْ..}. إلخ تعليل لجملة: {إِنَّ عَذابَها..}.

إلخ، أو تعليل ثان، وهي بدورها في محل نصب مقول القول. وقال الزمخشري في الكشاف:

والتعليلان يصح أن يكونا متداخلين، ومترادفين، وأن يكونا من كلام الله تعالى، وحكاية لقولهم.

ولا تنس: أن المخصوص بالذم محذوف، التقدير: ساءت مستقرا هي هي، ف‍: هي الثاني هو المخصوص. هذا؛ وأجيز اعتبار: {ساءَتْ} بمعنى: أحزنت، فتكون متصرفة ناصبة للمفعول، وهو هنا محذوف أي: إن جهنم أحزنت أصحابها، وداخليها، ويكون: {مُسْتَقَرًّا} تمييزا، أو حالا. وهو تكلف لا داعي له. تأمل، وتدبر، وربك أعلم، وأجل، وأكرم.

{وَالَّذِينَ إِذا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكانَ بَيْنَ ذلِكَ قَواماً (٦٧)}

الشرح: قال القرطبي-رحمه الله تعالى-: اختلف المفسرون في تأويل هذه الآية، فقال النحاس: ومن أحسن ما قيل في معناها: أن من أنفق في غير طاعة الله فهو الإسراف، ومن أمسك عن طاعة الله عز وجل فهو الإقتار، ومن أنفق في طاعة الله فهو القوام. وقال ابن عباس -رضي الله عنهما-: من أنفق مئة ألف في حق فليس بسرف، ومن أنفق درهما في غير حقه فهو سرف، ومن منع من حق عليه فقد قتر. وقاله مجاهد، وابن زيد، وغيرهما. وقال عون بن عبد الله: الإسراف: أن تنفق مال غيرك.

<<  <  ج: ص:  >  >>