للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{حَتّى:} حرف غاية وجر بعدها «أن» مضمرة. {يَأْتِيَ:} فعل مضارع منصوب ب‍ «أن» مضمرة بعد {حَتّى}. {اللهُ:} فاعله. {بِأَمْرِهِ:} متعلقان بالفعل قبلهما، والهاء في محل جر بالإضافة. و «أن» المضمرة بعد {حَتّى} والفعل: {يَأْتِيَ} في تأويل مصدر في محل جر ب‍ {حَتّى} والجار والمجرور متعلقان بالفعل قبلهما.

{إِنَّ:} حرف مشبه بالفعل. {اللهُ:} اسم {إِنَّ}. {عَلى كُلِّ:} متعلقان ب‍ {قَدِيرٌ} بعدهما، و {كُلِّ:} مضاف، و {شَيْءٍ} مضاف إليه. {قَدِيرٌ:} خبر: {إِنَّ،} والجملة الاسمية مستأنفة لا محل لها.

{وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَما تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللهِ إِنَّ اللهَ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (١١٠)}

الشرح: {وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ:} لمّا أمر الله المؤمنين بالعفو، والصفح عن اليهود؛ أمرهم بما فيه صلاح أنفسهم من إقام الصّلاة، وإيتاء الزكاة الواجبتين، ونبّه بذلك على سائر الواجبات. {وَما تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ} أي: من طاعة، وعمل صالح، وقيل: أراد بالخير: المال؛ يعني: صدقة التطوّع؛ لأن الزّكاة تقدّم ذكرها، وجاء في الحديث: «إنّ العبد إذا مات؛ قال النّاس: ما خلّف؟ وقالت الملائكة: ما قدّم؟».

وخرّج البخاريّ، ومسلم عن عبد الله بن مسعود-رضي الله عنه-قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:

«أيّكم مال وارثه أحبّ إليه من ماله؟» قالوا: يا رسول الله! ما منّا أحد إلا ماله أحبّ إليه!.

قال: «فإنّ ماله ما قدّم، ومال وارثه ما أخّر».

وجاء عن عمر-رضي الله عنه-: أنه مرّ ببقيع الغرقد، فقال: السّلام عليكم أهل القبور! أخبار ما عندنا؛ فإنّ نساءكم قد تزوّجت، ودوركم قد سكنت، وأموالكم قد قسمت، فأجابه هاتف: يا بن الخطاب! أخبار ما عندنا: ما قدّمناه؛ وجدناه، وما أنفقناه؛ فقد ربحناه، وما خلّفناه؛ فقد خسرناه. ولقد أحسن من قال: [الكامل]

قدّم لنفسك قبل موتك صالحا... واعمل فليس إلى الخلود سبيل

وقال آخر: [الكامل]

قدّم لنفسك توبة مرجوّة... قبل الممات وقبل حبس الألسن

وقال أبو العتاهية الصّوفي رحمه الله تعالى: [الوافر]

اسعد بمالك في حياتك إنّما... يبقى وراءك مصلح أو مفسد

<<  <  ج: ص:  >  >>