للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الخافض، التقدير: تطوع بخير، أو هو صفة مصدر محذوف، أي: تطوع تطوعا خيرا، وقيل:

هو حال من ذلك المصدر المقدر معرفة عند سيبويه، وهو مذهبه، والمعتمد الأول. {فَهُوَ:}

الفاء: واقعة في جواب الشرط. (هو {خَيْرٌ}): مبتدأ، وخبر. {لَهُ:} جار ومجرور متعلقان ب‍ {خَيْرٌ} والجملة الاسمية في محل جزم جواب الشرط، وبقية الكلام كما في قوله تعالى: (من {كانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً..}.) إلخ بلا فارق.

{وَأَنْ:} الواو: واو الحال. ({أَنْ}) حرف مصدري، ونصب، واستقبال. {تَصُومُوا:} فعل مضارع منصوب ب‍ ({أَنْ}) وعلامة نصبه حذف النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة، والواو فاعله، والألف للتفريق، و ({أَنْ تَصُومُوا}) في تأويل مصدر في محل رفع مبتدأ، {خَيْرٌ:} خبره.

{لَكُمْ:} جار ومجرور متعلقان ب‍ {خَيْرٌ،} وتقدير الكلام: صيامكم خير لكم. والجملة الاسمية في محل نصب حال مقدرة من كاف الخطاب في {مِنْكُمْ،} والرابط: الواو، والضمير، وقلت: مقدرة؛ لأنها مستقبلة بواسطة ({أَنْ}) وإن اعتبرتها مستأنفة؛ فلست مفندا.

{أَنْ:} حرف شرط جازم. {كُنْتُمْ:} فعل ماض ناقص مبني على السكون في محل جزم فعل الشرط، والتاء اسمه. {تَعْلَمُونَ:} مضارع مرفوع، والواو فاعله، والمفعول محذوف للتعميم، التقدير: تعلمون أنه خير، والجملة الفعلية في محل نصب خبر {كُنْتُمْ،} والجملة الفعلية هذه لا محل لها؛ لأنها ابتدائية، ويقال: لأنها جملة شرط غير ظرفي، وجواب الشّرط محذوف، التقدير: فافعلوه، ونحو ذلك. و {أَنْ} مدخولها كلام معترض في آخر الكلام لا محلّ له، الغرض منه الحثّ على الصيام.

{شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنّاسِ وَبَيِّناتٍ مِنَ الْهُدى وَالْفُرْقانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كانَ مَرِيضاً أَوْ عَلى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلى ما هَداكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (١٨٥)}

الشرح: {شَهْرُ:} الشهر فيه لأهل اللغة قولان: أشهرهما: أنه اسم مدّة الزّمان الذي يكون مبدؤها الهلال ظاهرا إلى أن يستتر، سمّي بذلك لشهرته في حاجة الناس إليه في المعاملات، وغيرها. والثّاني: قاله الزّجاج: أنه اسم للهلال نفسه. ويجمع على: أشهر، وشهور.

{رَمَضانَ:} مأخوذ من: رمض الصائم، إذا احترق جوفه من شدّة العطش، والرّمضاء (ممدودة): شدّة الحر، وفي هذه التسمية أقوال: أحدها: أنه وافق مجيئه في الرّمضاء. وهي شدّة الحر، فسمّي به، كما سمّي ربيع لموافقته فصل الربيع، وكما سمّي جمادى لموافقته فصل

<<  <  ج: ص:  >  >>