الشرح:{وَلِكُلٍّ دَرَجاتٌ مِمّا عَمِلُوا:} المعنى: ولكل عامل بطاعة الله، أو بمعصيته درجات. يعني: منازل يبلغها بعمله إن كان خيرا؛ فخير، وإن كان شرّا؛ فشر. وإنما سميت درجات لتفاضلها في الارتفاع، والانحطاط، كتفاضل الدرج. وهذا إنما يكون في الثواب، والعقاب على قدر أعمالهم في الدنيا، فمنهم من هو أعظم ثوابا، ومنهم من هو أشد عقابا، وقيل غير ذلك انتهى خازن. وهذا الذي أرتضيه. {وَما رَبُّكَ بِغافِلٍ عَمّا يَعْمَلُونَ:} قيل: هذا مختص بأهل الكفر، والمعاصي، ففيه وعيد، وتهديد لهم، والذي ذكرته بالجملة الأولى أصح؛ لأن علمه تعالى شامل لكل المعلومات، فيدخل فيه المؤمن، والكافر، والطائع، والعاصي، وإنه تعالى عالم بأعمالهم على التفصيل التام، فيجزي كل عامل على قدر عمله، وما يليق به من ثواب، أو عقاب. انتهى. خازن بتصرف. ويقرأ «يعملون» بالياء، والتاء.
{مِمّا:} متعلقان بمحذوف صفة {دَرَجاتٌ} و (ما) تحتمل الموصولة، والموصوفة، والمصدرية، فعلى الأولين مبنية على السكون في محل جر ب:(من) والجملة الفعلية بعدها صلتها، أو صفتها، والعائد، أو الرابط محذوف؛ إذ التقدير: من الذي، أو من شيء عملوه. وعلى الثالث تؤول مع الفعل بعدها بمصدر في محل جر ب:(من)، التقدير: من عملهم، والجملة الاسمية مستأنفة لا محل لها. (ما): نافية حجازية تعمل عمل ليس. {رَبُّكَ:} اسمها، والكاف في محل جر بالإضافة. {بِغافِلٍ:} الباء: حرف جر صلة. (غافل): خبر (ما) منصوب، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على آخره، منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد، وفاعله مستتر فيه.
{عَمّا:} متعلقان ب {بِغافِلٍ}. و (ما) تحتمل ما تحتمله سابقتها، وباقي الإعراب واضح إن شاء الله تعالى. والجملة الاسمية:{وَما رَبُّكَ..}. إلخ تحتمل الاستئناف، والعطف على ما قبلها، ولا محل لها على هذين الوجهين، كما تحتمل أن تكون في محل نصب حال من واو الجماعة، في:{عَمِلُوا} وعليه فالرابط: الواو، والضمير المحذوف، وهو مفعول:
الشرح:{وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ} أي: عن خلقه، فلا تنفعه طاعتهم، ولا تضره معصيتهم، فلكل عامل عمله، وجميع الخلق فقراء إليه. {ذُو الرَّحْمَةِ:} صاحب الرحمة الواسعة لجميع خلقه، فمن رحمته تأخير العذاب عن المذنبين لعلهم يتوبون، ويرجعون. {إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ} أي: