المضاف إليه، ولا يقال: ضمير في محل جر بالإضافة؛ لأنه حينئذ يجب نصب المنادى.
{الَّذِينَ:} اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع بدلا من (أيّ) وانظر الآية رقم [٢١] وجملة: {آمَنُوا} صلة الموصول لا محل لها. {لا:} ناهية. {تَقُولُوا:} فعل مضارع مجزوم ب ({لا}) وعلامة جزمه حذف النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة، والواو فاعله، والألف للتفريق، والجملة الفعلية لا محل لها؛ لأنها ابتدائية كالجملة الندائية قبلها. {راعِنا:} فعل صيغته أمر، وهو التماس هنا، مبني على حذف حرف العلة وهو الياء، والكسرة قبلها دليل عليها، والفاعل مستتر تقديره:«أنت» و (نا): مفعوله والجملة الفعلية في محل نصب مقول القول. {وَقُولُوا:}
فعل أمر مبني على حذف النون، والواو فاعله، والألف للتفريق، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، لا محل لها مثلها. {اُنْظُرْنا:} فعل أمر، وفاعله مستتر فيه تقديره:«أنت» و (نا) مفعول به، والجملة الفعلية في محل نصب مقول القول، وجملة:({اِسْمَعُوا}) معطوفة على جملة: ({قُولُوا}) لا محل لها مثلها. {وَلِلْكافِرِينَ عَذابٌ أَلِيمٌ} انظر الآية السابقة رقم [٩٠].
الشرح:{ما يَوَدُّ:} ما يحبّ. {الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ وَلا الْمُشْرِكِينَ:} المراد بأهل الكتاب: اليهود، والنصارى والمراد بالمشركين: عبدة الأوثان، وهذا يدلّ على أنّه يقال لليهود، والنصارى، كفار، هذا؛ و {أَهْلِ:} اسم جمع لا واحد له من لفظه مثل: معشر، ورهط، والأهل: العشيرة، وذو القربى، ويطلق على الزّوجة، وعلى الأتباع أيضا، والجمع:
أهلون، وأهال، وآهال، وأهلات، وبالأولين قرئ قوله تعالى في سورة (التّحريم): {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ ناراً وَقُودُهَا النّاسُ وَالْحِجارَةُ}.
{أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ:} المراد بالخير، الوحي الذي ينزل بالقرآن، والهدى، هذا؛ والخير يكون بمعنى المال، كما في قوله تعالى في سورة (العاديات): {وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ} ويكون بمعنى: الطعام، كما في قوله تعالى في حكاية عن قول موسى-على نبينا، وعليه ألف صلاة، وألف سلام-في سورة (القصص) رقم [٢٤]:
{رَبِّ إِنِّي لِما أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ،} ويكون بمعنى: القوة، كما في قوله تعالى في سورة (الدخان) رقم [٣٧]: {أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ} ويكون بمعنى: العبادة، والطّاعة، كما في قوله تعالى في سورة الأنبياء رقم [٧٣]: {وَأَوْحَيْنا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْراتِ} ويكون بمعنى المطر، قال الشاعر، وهو الشاهد رقم [٢٠٢] من كتابنا: «فتح القريب المجيب»: [البسيط]
سقى الحيا الأرض حتّى أمكن عزيت... لهم فلا زال عنها الخير مجدودا