للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{وَما أَصابَكُمْ يَوْمَ اِلْتَقَى الْجَمْعانِ فَبِإِذْنِ اللهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ (١٦٦)}

الشرح: {وَما أَصابَكُمْ:} الخطاب للمؤمنين، والذي أصابهم: هو القتل، والجراح، والهزيمة. {يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ:} جمع المؤمنين، وجمع المشركين، وذلك ب‍ «أحد» يوم أحد. {فَبِإِذْنِ اللهِ} أي: فبعلمه، وقضائه، وقدره، وحكمه، وحكمته. وفيه تسلية للمؤمنين بما حصل لهم يوم أحد من القتل، والهزيمة، ولا تقع التسلية إلا إذا علموا: أن ذلك كان واقعا بقضاء الله وقدره، فحينئذ يرضون بما قضى الله لهم، وعليهم. وانظر شرح (أصاب) في الآية رقم [١٥٦]: من سورة (البقرة).

الإعراب: {وَما:} الواو: حرف استئناف. ({ما}): اسم موصول مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. {أَصابَكُمْ:} فعل ماض، والفاعل يعود إلى ({ما}) وهو العائد، والكاف مفعول به، والجملة الفعلية صلة الموصول، لا محلّ لها. {يَوْمَ:} ظرف زمان متعلق بالفعل قبله.

{اِلْتَقَى:} فعل ماض مبني على فتح مقدّر على الألف للتعذّر. {الْجَمْعانِ:} فاعله مرفوع، وعلامة رفعه الألف نيابة عن الضمة؛ لأنّه مثنّى، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد، والجملة الفعلية في محل جر بإضافة: {يَوْمَ} إليها. {فَبِإِذْنِ:} الفاء: صلة لتحسين اللفظ، وساغ ذلك لشبه الموصول بالشرط في العموم، (بإذن): متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر المبتدأ، و (إذن): مضاف، و {اللهِ:} مضاف إليه، من إضافة المصدر لفاعله. هذا؛ واعتبار ({ما}) شرطية غير مستبعد، وعليه فالفعل أصاب فعل شرطها، وهي مبتدأ، والجملة الاسمية: «فهو بإذن الله» في محل جزم جوابها، وخبرها مختلف فيه، كما ذكرته لك مرارا، والجملة على الاعتبارين اسمية، وهي معطوفة على ما قبلها، أو هي مستأنفة، لا محلّ لها على الاعتبارين.

{وَلِيَعْلَمَ:} فعل مضارع منصوب ب‍ «أن» مضمرة بعد لام التعليل، والفاعل يعود إلى {اللهِ}.

و «أن» المضمرة، والفعل المضارع في تأويل مصدر في محل جرّ باللام، والجار والمجرور معطوفان على معنى: (بإذن الله). عطف سبب على سبب. وقيل: متعلقان بمحذوف، التقدير:

وفعل ما أصابكم ليعلم... إلخ. والأول أولى. {الْمُؤْمِنِينَ:} مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الياء نيابة عن الفتحة؛ لأنه جمع مذكر سالم، والنّون عوض من التنوين في الاسم المفرد.

{وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نافَقُوا وَقِيلَ لَهُمْ تَعالَوْا قاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَوِ اِدْفَعُوا قالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتالاً لاتَّبَعْناكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمانِ يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِمْ ما لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللهُ أَعْلَمُ بِما يَكْتُمُونَ (١٦٧)}

الشرح: {وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نافَقُوا} المعنى: ليظهر إيمان المؤمنين بثباتهم على ما نالهم، ويظهر نفاق المنافقين بقلّة صبرهم على ما نزل بهم. فالمراد من العلم: المعلوم، والمراد: ليتبيّن

<<  <  ج: ص:  >  >>