وفي الصحيح عن عائشة-رضي الله عنها-: أنّ رجلا من المشركين لحق النبيّ صلّى الله عليه وسلّم يريد أن يقاتل معه، فقال له:«ارجع فإنّا لا نستعين بمشرك». وانظر ما ذكرته في الآية رقم [٢٨] من سورة (آل عمران) فإنّه جيّد، والحمد لله!.
الإعراب:{الَّذِينَ:} اسم موصول مبني على الفتح في محل جر صفة المنافقين، أو هو بدل منه، أو في محل نصب على الذمّ بفعل محذوف، التقدير: أذمّ، أو هو في محل رفع خبر لمبتدإ محذوف، التقدير: هم الذين، وجملة:{يَتَّخِذُونَ الْكافِرِينَ أَوْلِياءَ} لا محلّ لها صلة الموصول.
{مِنْ دُونِ:} متعلقان بمحذوف حال من واو الجماعة، و {دُونِ} مضاف. و {الْمُؤْمِنِينَ:} مضاف إليه مجرور... إلخ. {أَيَبْتَغُونَ:} الهمزة: حرف استفهام إنكاري. ({يَبْتَغُونَ}): فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون... إلخ، والواو فاعله، والجملة الفعلية مستأنفة لا محلّ لها.
{عِنْدَهُمُ:} ظرف مكان متعلّق بما قبله، والهاء في محل جرّ بالإضافة. {الْعِزَّةَ:} مفعول به. {فَإِنَّ:} الفاء: حرف عطف. (إنّ): حرف مشبّه بالفعل. {الْعِزَّةَ:} اسمها. {لِلّهِ:}
متعلقان بمحذوف خبر (إنّ). {جَمِيعاً:} حال من الضمير المستتر في الجار، والمجرور:
{لِلّهِ،} والجملة الاسمية معطوفة على ما قبلها، أو هي مستأنفة لا محلّ لها على الاعتبارين.
الشرح:{وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتابِ:} الخطاب لجميع من أظهر الإيمان من مؤمن، ومنافق؛ لأنّه إذا أظهر الإيمان؛ فقد لزمه أن يمتثل أوامر كتاب الله، كما قال تعالى في سورة (الأنعام)[٦٨]: {وَإِذا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آياتِنا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ} فالآية هنا مدنيّة تنهى المسلمين عن مجالسة المنافقين، واليهود، وآية (الأنعام) مكيّة تنهى المسلمين عن مجالسة المشركين في مكّة. هذا؛ والفعل:{نَزَّلَ} يقرأ بالبناء للفاعل، وللمفعول.
{إِذا سَمِعْتُمْ آياتِ اللهِ:} انظر ({آياتِ}) في الآية رقم [٥٦] والمراد بها هنا: آيات القرآن، وما شرعه الله، وبيّنه من أحكام، وتعاليم. {يُكْفَرُ بِها} أي: لا يصدّق بها الكافرون. {وَيُسْتَهْزَأُ بِها:} يستهزئ بها المنافقون، ويسخرون منها، فأوقع السّماع على الآيات، والمراد سماع الكفر، والاستهزاء، كما تقول: سمعت عبد الله يلام، أي: سمعت اللّوم فيه. {فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ:} فلا تجالسوهم. {حَتّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ} أي: حتى يأخذوا في حديث غير حديث الاستهزاء بآيات الله. هذا؛ والخوض: الدّخول في الشيء كالماء، ونحوه، فاستعير هنا للحديث بالباطل، والبهتان، والاستهزاء.