للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بعدا». والله ولي التوفيق. علما بأن هذه الأحاديث مقتطفة من كتاب الترغيب والترهيب للحافظ المنذري، رحمه الله تعالى، وهو نزر من بحر، والله ولي التوفيق.

الإعراب: {لِيَجْزِيَهُمُ:} مضارع منصوب ب‍: «أن» المضمرة بعد لام التعليل، والهاء مفعول به أول. {اللهُ:} فاعله. {أَحْسَنَ:} مفعول به ثان، وأحسن مضاف، و {ما:} اسم موصول، أو نكرة موصوفة مبنية على السكون في محل جر بالإضافة، والجملة بعدها صلتها، أو صفتها، والعائد، أو الرابط محذوف؛ إذ التقدير: أحسن الذي، أو شيء عملوه، واعتبار {ما} مصدرية ضعيف، تأمل. و «أن» المضمرة، والمضارع في تأويل مصدر في محل جر باللام، والجار والمجرور متعلقان بالفعل {يُسَبِّحُ،} أو ب‍: {يَخافُونَ،} أو بفعل محذوف، التقدير: فعلوا ذلك؛ ليجزيهم الله، أو بالفعل: {لا تُلْهِيهِمْ}. هذا؛ وأجيز اعتبار اللام لام العاقبة، والصيرورة، لا لام العلة على حد قوله تعالى: {لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَناً} ومتعلقة بمحذوف حال. {وَيَزِيدَهُمْ:}

معطوف على ما قبله، والفاعل يعود إلى الله، والهاء مفعول به أول، والمفعول الثاني محذوف، التقدير: ما يليق بكرمه، وجوده. {مِنْ فَضْلِهِ:} متعلقان بالفعل قبلهما، والهاء في محل جر بالإضافة، من إضافة المصدر لفاعله. {وَاللهُ:} الواو: حرف استئناف. (الله): مبتدأ. {يَرْزُقُ:}

مضارع، والفاعل يعود إلى الله. {مِنْ:} اسم موصول، أو نكرة موصوفة مبنية على السكون في محل نصب مفعول به أول، والجملة الفعلية بعدها صلتها، أو صفتها، والعائد، أو الرابط محذوف، التقدير: يرزق الذي، أو شخصا يشاء الله رزقه. {بِغَيْرِ:} متعلقان بمحذوف صفة لمفعول ثان محذوف، التقدير: رزقا كائنا بغير، وقيل: متعلقان بمحذوف حال، ولا وجه له، و (غير) مضاف، و {حِسابٍ} مضاف إليه، وجملة: {يَرْزُقُ..}. إلخ في محل رفع خبر المبتدأ، والجملة الاسمية: {وَاللهُ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها.

{وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمالُهُمْ كَسَرابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ ماءً حَتّى إِذا جاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً وَوَجَدَ اللهَ عِنْدَهُ فَوَفّاهُ حِسابَهُ وَاللهُ سَرِيعُ الْحِسابِ (٣٩)}

الشرح: لما ضرب الله مثلا لحال المؤمن، وأنه في الدنيا والآخرة في نور، وأنه فائز بالنعيم المقيم؛ أتبعه بضرب مثل لأعمال الكفار، وشبهها بالسراب، وهذا من لطف الله وكرمه وحكمته، ورحمته؛ حيث جرت سنته في كتابه ألا يذكر التكذيب من الكافرين، والمنافقين إلا ويذكر التصديق من المؤمنين، ولا يذكر الإيمان إلا ويذكر الكفر، ولا يذكر الجنّة إلا ويذكر النار، ولا يذكر الرحمة، إلا ويذكر الغضب، والسخط، ليكون المؤمن راغبا راهبا، خائفا راجيا.

هذا؛ والسراب: ما يرى نصف النهار في اشتداد الحر كالماء في البادية يلتصق بالأرض، وله رهجة، واهتزاز كالماء في الغدران، و «الآل» الذي يكون ضحى كالماء؛ إلا أنه يرتفع عن

<<  <  ج: ص:  >  >>