للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{وَيُرِيكُمْ آياتِهِ فَأَيَّ آياتِ اللهِ تُنْكِرُونَ (٨١)}

الشرح: {وَيُرِيكُمْ آياتِهِ:} دلائله الدالة على كمال قدرته، وفرط رحمته، والمراد: ما ذكر في الأرض، والسماء، وفي الأنفس من دلائل قدرته. {فَأَيَّ آياتِ اللهِ تُنْكِرُونَ} أي: فأي آية من تلك الآيات تنكرون؟ فإنها لظهورها، ووضوح أمرها لا تقبل الإنكار. هذا؛ وقال الجلال:

وتذكير (أي): أشهر من تأنيثه. انتهى. فلذلك لم يقل: فأية آيات الله؟ لأن التفرقة بين المذكر، والمؤنث في الأسماء الجامدة نحو: حمار، وحمارة غريب، وهي في: (أي) أغرب لإبهامها. انتهى. نقلا من أبي السعود. هذا؛ وقد ورد تأنيثها كثيرا، ومنه قول الكميت وهو الشاهد رقم [١] من كتابنا: «فتح رب البرية»: [الطويل]

بأيّ كتاب، أم بأيّة سنة... ترى حبّهم عارا عليّ وتحسب

الإعراب: {وَيُرِيكُمْ:} الواو: حرف عطف. (يريكم): فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الياء للثقل، والفاعل يعود إلى (الله)، تقديره: «هو»، والكاف مفعول به أول، والفعل معطوف على ما قبله في المعنى؛ إذ المعنى: وليريكم. {آياتِهِ:} مفعول به ثان منصوب، وعلامة نصبه الكسرة نيابة عن الفتحة؛ لأنه جمع مؤنث سالم، والهاء في محل جر بالإضافة. {فَأَيَّ:} الفاء: حرف استئناف. (أيّ): مفعول به مقدم، و (أيّ): مضاف، و {آياتِ:} مضاف إليه، و {آياتِ:} مضاف، و {اللهِ} مضاف إليه. {تُنْكِرُونَ:} فعل مضارع مرفوع... إلخ، والواو فاعله، والجملة الفعلية مستأنفة، لا محل لها.

{أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً وَآثاراً فِي الْأَرْضِ فَما أَغْنى عَنْهُمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ (٨٢)}

الشرح: لا أرى حاجة ماسة للمزيد من الكلام على هذه الآية بأكثر مما ذكرته في الآية رقم [٢١] من هذه السورة. {فَما أَغْنى عَنْهُمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ} أي: فلم ينفعهم ما جمعوه من الأموال، وما شيدوه من الدور، والقصور، والقلاع، والحصون شيئا، ولا دفع عنهم العذاب فتيلا.

الإعراب: {أَفَلَمْ:} الهمزة: حرف استفهام توبيخي إنكاري. الفاء: حرف استئناف، أو هي عاطفة على مقدر. أي: أعجزوا فلم... إلخ، (لم): حرف نفي، وقلب، وجزم. {يَسِيرُوا:} فعل مضارع مجزوم ب‍: (لم) وعلامة جزمه حذف النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة، والواو فاعله، والألف للتفريق. {فِي الْأَرْضِ:} متعلقان بما قبلهما، والجملة الفعلية لا محل لها على الوجهين المعتبرين في الفاء. {فَيَنْظُرُوا:} فعل مضارع مجزوم على اعتبار الفاء عاطفة، أو هو منصوب على اعتبارها

<<  <  ج: ص:  >  >>