للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والأمة الأولى للأخرى التي بعدها. ويحتمل أن يكون من قول الله تعالى، يعني: يقول الله للجميع: {فَذُوقُوا الْعَذابَ}. انتهى خازن وانظر شرح {الْعَذابَ} في الآية السابقة. وانظر إعلال مثل: {كُنْتُمْ} في الآية رقم [١١] وانظر الاستعارة في الآية [١٤] من سورة (الأنفال).

الإعراب: {وَقالَتْ أُولاهُمْ لِأُخْراهُمْ:} انظر إعراب هذه الجملة في الآية السابقة. {فَما:} الفاء:

زائدة لتحسين اللفظ. (ما): نافية. {كانَ:} ماض ناقص. {لَكُمْ:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر {كانَ} تقدم على اسمها. {عَلَيْنا:} متعلقان بالخبر المحذوف، أو هما متعلقان بمحذوف خبر ثان، أو هما متعلقان بمحذوف حال من الضمير المستقر في الجار والمجرور:

{لَكُمْ}. وبعضهم يعلقهما بمحذوف حال من {فَضْلٍ} كان صفة له، فلما قدم عليه صار حالا، ولا أؤيده، {مِنْ:} حرف صلة. {فَضْلٍ:} اسم {كانَ} مؤخر مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على آخره، منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد، والجملة الفعلية: {فَما كانَ..}. إلخ في محل نصب مقول القول، وجملة: {وَقالَتْ..}. إلخ معطوفة، ومرتبة على جواب الله {لِأُخْراهُمْ،} فلا محل لها إذا مثله. {فَذُوقُوا:} الفاء: هي الفصيحة كما في الآية السابقة. (ذوقوا):

فعل أمر مبني على حذف النون، والواو فاعله، والألف للتفريق. {الْعَذابَ:} مفعول به {بِما} الباء: حرف جر. ما: تحتمل الموصولة، والموصوفة، والمصدرية (فعلى الأولين) مبنية على السكون في محل جر بالباء، والجار والمجرور متعلقان بالفعل: (ذوقوا). {كُنْتُمْ:} ماض ناقص، مبني على السكون، والتاء اسمه. {تَكْسِبُونَ:} فعل، وفاعل، والجملة الفعلية في محل نصب خبر {كانَ،} والجملة الفعلية صلة ما، أو صفتها، والعائد، أو الرابط محذوف، التقدير: بالذي، أو بشيء كنتم تكسبونه. هذا؛ وعلى اعتبار (ما) مصدرية تؤول مع الفعل بعدها بمصدر في محل جر بالباء، التقدير: بسبب كسبكم. والجار والمجرور متعلقان بالفعل: (ذوقوا)، والجملة: {فَذُوقُوا..}.

إلخ لا محل لها؛ لأنها جواب شرط غير جازم، والتقدير: وإذا كان ذلك حاصلا، وواقعا؛ فذوقوا... إلخ. هذا؛ وإن اعتبرت الفاء زائدة؛ فلا شرط مقدر. وعلى الاعتبارين فالكلام في محل نصب مقول القول لقول محذوف. انظر الاحتمالين المذكورين في الشرح. والقول المحذوف، ومقوله كلام مستأنف لا محل له. تأمل، وتدبر، وربك أعلم، وأجل، وأكرم.

{إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَاِسْتَكْبَرُوا عَنْها لا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوابُ السَّماءِ وَلا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِياطِ وَكَذلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ (٤٠)}

الشرح: {إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْها:} انظر الآية رقم [٣٦]. {لا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوابُ السَّماءِ} أي: لأدعيتهم، وأعمالهم؛ لأن الله يقول: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصّالِحُ يَرْفَعُهُ} أو لأرواحهم إذا ماتوا، كما تفتح لأدعية المؤمنين، وأعمالهم، ولأرواحهم. هذا؛ والفعل:

<<  <  ج: ص:  >  >>